رَوى معتقلون سابقون في سجن صيدنايا عن معاناتهم داخل مشفى تشرين العسكري في دمشق، حيث تعرضوا للتعذيب والضرب بدلاً من تلقي العلاج.
وقال محمد نجيب، أحد المعتقلين السابقين، إنه كان يأمل أن يُخفف من العذاب الذي كان يتعرض له في السجن من خلال نقله إلى مستشفى تشرين العسكري، إلا أن الواقع كان مختلفاً تماماً، فقد وجد نفسه يواجه ضربات قاسية بدلاً من الرعاية الطبية.
وأشار نجيب، الذي تم إطلاق سراحه بعد أيام من الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر، إلى أنه يعاني من آلام شديدة في أسفل ظهره جراء تعذيبه في السجن.
وقال إنه خشي كثيرًا من الذهاب إلى مستشفى تشرين بسبب التعذيب المستمر الذي كان يواجهه هناك، حيث كانت السلطات تمنعه من التحدث عن معاناته الحقيقية أمام الأطباء، وتكتفي بالإدعاء أنه يعاني من أعراض مرض السل.
وأكد نجيب أنه لم يتلق العلاج المناسب لآلامه بسبب رفض الأطباء الاستماع إلى شكواه، مشيرًا إلى أن المرضى في مشفى تشرين كانوا يُعاملون بأسلوب قاسي، مع تعرضهم للضرب بمجرد خروجهم من زنزاناتهم.
من جانبه، أوضح هاني مجلي، عضو لجنة التحقيق الدولية بشأن سوريا، أن بعض العاملين في المستشفيات العسكرية كانوا يساهمون في الاستجوابات والتعذيب، مما يحرم المعتقلين من العلاج اللازم.
كما أضافت إحدى الطبيبات المدنيّات في مستشفى تشرين أنها وزملاءها كانوا يتلقون أوامر مشددة بتقليل التفاعل مع السجناء، حيث كان ممنوعًا عليهم التحدث بحرية أو الاستجابة لطلبات المعتقلين.
وصف المعتقلون السابقون في صيدنايا هذه التجارب القاسية بأنهم كانوا يعانون من التعذيب المستمر، وكانوا يُجبرون على الكذب بشأن حالتهم الصحية لتجنب المزيد من المعاملة الوحشية.