أثـريـاء لوس أنجلوس يسـتأجـرون فـرق إطـفاء خـاصـة والفقـراء يواجـهـون النيـران وحـدهم

واصلت حرائق لوس أنجلوس المدمرة انتشارها أمس الأحد، متسببة في مقتل 24 شخصًا على الأقل، مع احتمال ارتفاع عدد الضحايا بسبب عودة الرياح القوية واستمرار النيران.  

في ظل هذه الكارثة، لجأ أثرياء المدينة إلى استئجار فرق إطفاء خاصة، تدفع لهم ما يصل إلى 2000 دولار في الساعة لحماية ممتلكاتهم الفاخرة، ما أثار جدلًا واسعًا وانتقادات حادة بسبب الفجوة الصارخة في إدارة الكارثة.  

منذ اندلاع الحرائق يوم الثلاثاء الماضي، فرت أكثر من 100 ألف عائلة من منازلها.

وبينما تعتمد الأحياء الفقيرة على فرق الإطفاء العامة المثقلة بالأعباء، لجأ الأثرياء إلى شركات خاصة مزودة بمعدات صناعية متطورة، بما في ذلك شاحنات وخراطيم ومواد كيميائية مثبطة للنيران.  

كريس دان، مالك شركة Covered 6، أكد أن الطلب على خدمات شركته تضاعف بشكل كبير، مشيرًا إلى تلقيه مكالمات مستمرة من أثرياء يسعون لحماية ممتلكاتهم بأي ثمن.  

لكن هذا السلوك أثار غضبًا شعبيًا، خاصة عندما نشر المليونير كيث واسرمان تغريدة يطلب فيها مساعدة لإيجاد فريق إطفاء خاص لحماية منزله، مؤكدًا استعداده لدفع أي مبلغ.

التغريدة، التي حذفها لاحقًا، قوبلت بموجة انتقادات، حيث كتب أحدهم: "هل تعتقد أن حياة رجال الإطفاء أقل قيمة لأنك ثري؟"

كما كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن قطب العقارات ريك كاروسو استأجر فريق إطفاء خاص لحماية منزله، ما أثار انتقادات مماثلة.  

تتمتع هذه الفرق الخاصة بمعدات تفوق أحيانًا تلك التي تستخدمها فرق الإطفاء العامة، مثل رشاشات مقاومة للحريق وأغطية لحماية المباني والأشجار.

ومع ذلك، يرى كثيرون أن الاعتماد على هذه الخدمات يزيد من تعميق الفجوة بين الأغنياء والفقراء، إذ تظل الأولوية لحماية الأثرياء، بينما تُترك الأحياء الفقيرة لمواجهة النيران بمفردها.  

وفي مشهد يعكس التفاوت الطبقي، رصدت صحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل منزلًا محاطًا ببخاخات المياه ومراقبًا من فريق إطفاء خاص، بينما كانت النيران تلتهم المنازل المجاورة.  

تسلط حرائق لوس أنجلوس الضوء على أزمة إدارة الكوارث في ظل التفاوت الاجتماعي المتزايد.

وبينما تستمر المدينة في مواجهة النيران، يظل السؤال: هل يمكن إصلاح آليات توزيع الموارد لضمان إنقاذ الأرواح بغض النظر عن الطبقة الاجتماعية؟