اجتمع وزراء خارجية الولايات المتحدة، إيطاليا، بريطانيا، والممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي، إضافة إلى نائبة رئيس المفوضية الأوروبية، مديرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الفرنسية آن جريللو، والمدير السياسي الألماني غونتر سوتر، لمناقشة الأوضاع في سوريا بعد سقوط نظام الأسد.
وبحسب بيان وزارة الخارجية الأمريكية، الذي نشر الخميس 9 يناير 2025، ناقش المسؤولون الوضع في سوريا والسبل المتاحة لدعم السوريين في بناء مستقبل أفضل بعد سقوط النظام.
وأكد الوزير الأمريكي أنتوني بلينكن على ضرورة احترام حقوق الإنسان لجميع الجماعات في سوريا، ودعم القانون الإنساني الدولي، وضمان أن سوريا لن تشكل تهديدًا لجيرانها أو تُستخدم كقاعدة للإرهاب.
كما أشار إلى أهمية اتخاذ تدابير لحماية المدنيين، بما في ذلك الأقليات.
وأشار بلينكن إلى أن هذه المطالب كانت أيضًا محور حديث المسؤولين من الدول الأخرى التي حضرت الاجتماع، وتم التأكيد عليها في اجتماع "العقبة" الذي عقد في الأردن بحضور وزراء خارجية دول عربية بعد سقوط النظام.
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني عبر حسابه في "إكس" الخميس، إنه رحب بالشركاء لتقييم آخر التطورات في سوريا قبل مغادرته إلى دمشق.
وأضاف أنه بعد سنوات من حكم النظام المخلوع، يجب أن يكون للشعب السوري الحق في الأمل بمستقبل ينعم بالسلام والازدهار، مشيرًا إلى أن الدبلوماسية الإيطالية تعمل على تحقيق هذا الهدف.
سقوط الأسد لا يضمن السلام
من جهته، أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في تصريحاته الخميس، أن سقوط الأسد لا يضمن السلام في سوريا، معتبرًا أن هذه لحظة حاسمة تمثل فرصة كبيرة للسوريين والمنطقة، ولكنها أيضًا لحظة خطرة.
وأشار إلى الوضع الإنساني المأساوي في سوريا، حيث يحتاج نحو 17 مليون شخص للمساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى ملايين اللاجئين الذين لا يزالون في تركيا ولبنان والأردن.
كما ذكر لامي أن الجماعة التي نجحت في إسقاط النظام، وهي "هيئة تحرير الشام"، تعتبر منظمة إرهابية محظورة في المملكة المتحدة، وتُعتبر فرعًا لتنظيم القاعدة.
وأضاف أن الهيئة قدمت تطمينات للأقليات في حلب وحماة ودمشق، وتعهدت بالتعاون في مراقبة الأسلحة الكيميائية.
وأكد أن المملكة المتحدة ستتابع تصرفات الهيئة وحلفائها عن كثب، خصوصًا فيما يتعلق بتعاملهم مع المدنيين في المناطق التي يسيطرون عليها.
اجتماع مجلس الأمن الدولي بعد سقوط النظام
في 9 ديسمبر 2024، عقب سقوط نظام الأسد، عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعًا طارئًا لبحث تداعيات الوضع في سوريا.
وقال دبلوماسيون أمريكيون وروس إنه يتم إعداد بيان بشأن سوريا، بعد اجتماع مغلق ضم 15 عضوًا لمناقشة تداعيات سقوط الأسد وسقوط العاصمة دمشق تحت سيطرة فصائل المعارضة.
وأكد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أن أعضاء مجلس الأمن كانوا متفقين على ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها، وضمان حماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين.