وصلت الليرة التركية إلى مستوى قياسي متدني بنهاية عام 2024، حيث أصبح كل دولار يعادل 35.36 ليرة تركية، ما يعكس تدهورًا كبيرًا للعملة في تركيا وسط مخاوف من العودة إلى السياسات النقدية التيسيرية.
فما الذي يحدث وراء هذا الانخفاض المستمر؟
خسائر متتالية
- الليرة التركية، التي كانت من بين أسوأ العملات أداءً في السنوات الأخيرة، فقدت نحو 20% من قيمتها أمام الدولار في 2024. ورغم استمرار التراجع للعام الـ12 على التوالي، فإن وتيرة الخسائر كانت الأبطأ منذ عام 2020.
- هذا التدهور يتزامن مع جهود البنك المركزي التركي لرفع قيمة العملة، حيث ينظر المستثمرون إلى سعر صرف الليرة كمؤشر على قوة الاقتصاد التركي، الذي دخل مؤخرًا في ركود تقني بعد انكماش اقتصادي استمر لفصلين متتاليين.
توقعات متشائمة
- تشير التوقعات إلى احتمال مزيد من الضعف للعملة التركية، حيث يتوقع أن يتراوح سعر صرف الليرة بين 42 و45 ليرة لكل دولار بنهاية 2025.
ووفقًا لتقديرات "سيتي غروب"، ستكون هذه الخسائر أقل حدة مقارنة بتوقعات "جيه بي مورغان" التي تشير إلى تدهور أقوى.
- تفاقم تدهور الليرة بعد جائحة كورونا، حيث وصل سعر الدولار إلى 7.4 ليرة.
قبل حوالي 20 عامًا، كان سعر الصرف متساويًا مع الدولار بعد أن قامت تركيا بحذف 6 أصفار من قيمة العملة، ليصبح المليون ليرة تعادل ليرة واحدة.
مثلث الرعب
- من المعروف أن معدلات التضخم المرتفعة وعمليات خفض الفائدة تؤدي إلى تراجع قيمة العملة.
ورغم أن التضخم لا يزال مصدر قلق كبير، فإن تصريح الرئيس أردوغان بأن تكاليف الاقتراض ستنخفض في 2025 يزيد المخاوف من العودة إلى السياسات النقدية غير التقليدية التي تبناها سابقًا.
- في استجابة لتسارع التضخم ومحاولة لتحقيق استقرار الاقتصاد، أقر البنك المركزي التركي سلسلة من زيادات الفائدة من 8.5% في منتصف 2023 إلى 50% في مارس الماضي، قبل أن يخفضها إلى 47.5% في آخر اجتماعات 2024.
ويتوقع المحللون الآن مزيدًا من التخفيضات في اجتماعات لجنة السياسة النقدية خلال عام 2025.