يشهد سوق السيارات في سوريا حالة من التخبط والتقلبات الكبيرة في الأسعار، خاصة مع زيادة الطلب على السيارات المستعملة من مختلف المحافظات، ولا سيما دمشق وحلب.
وقد أدى هذا التزايد في الطلب، خصوصًا على السيارات الأوروبية المستعملة في إدلب، إلى ارتفاع ملحوظ في الأسعار، حيث تعد إدلب مركزًا رئيسيًا لاستيراد وتجميع السيارات في المنطقة.
إدلب: مركز استيراد وتجميع السيارات
تتميز محافظة إدلب بحركة استيراد واسعة للسيارات المستعملة، ما يجعلها وجهة مفضلة للباحثين عن سيارات بأسعار أقل مقارنةً ببقية المناطق السورية.
بالإضافة إلى ذلك، تبرز ظاهرة "السيارات القصة"، وهي سيارات يتم تجميعها محليًا بأسعار أقل من السيارات الأوروبية المستعملة، مما يساهم في تنشيط حركة السوق هناك.
الطلب المتزايد وتأثيراته
مع تحرير مناطق جديدة وانفتاح المحافظات على بعضها البعض، شهدت سوريا حركة تنقل كبيرة بين المناطق، ما أدى إلى ارتفاع الإقبال على السيارات المستعملة.
ومع ذلك، هذا الإقبال الكبير فتح المجال لاستغلال التجار، حيث ارتفعت أسعار السيارات بنسبة تتراوح بين 30% و50% حسب النوع.
"عدنان علي"، مواطن من ريف دمشق، تحدث عن تعرضه للاستغلال أثناء بيع سيارته من نوع "كيا سبورتاج".
عرض مكتب السيارات شراءها بمبلغ 3500 دولار فقط بحجة تخبط السوق، في حين طلب نفس المكتب 4800 دولار عند محاولته شراء سيارة مماثلة.
آراء الخبراء والتجار
"أبو علي"، تاجر سيارات في سرمدا، حذر المواطنين من الشراء أو البيع في ظل حالة التخبط الحالية.
وأكد أن استقرار السوق مرتبط بصدور تعليمات رسمية توضح آليات الرسوم الجمركية والسياسات المتعلقة بالاستيراد، خاصة للسيارات الأوروبية المستعملة.
الأوضاع الاقتصادية وتأثيرها على السوق
رغم تحسن الأوضاع الأمنية في بعض المناطق، إلا أن الاقتصاد السوري لا يزال يعاني من أزمات خانقة بسبب الحرب والعقوبات الاقتصادية.
أدى ذلك إلى زيادة الاعتماد على السيارات المستعملة كحل اقتصادي، إلا أن نقص السيولة النقدية وضعف القدرة الشرائية جعلا السوق عرضة للتلاعب.
الحاجة إلى تنظيم السوق
تفتقر سوق السيارات في سوريا إلى التنظيم والرقابة، ما يسمح بحدوث تقلبات كبيرة في الأسعار واستغلال المواطنين.
ومع بداية العام الجديد، هناك حاجة ملحّة لصدور تعليمات واضحة تنظم رسوم السيارات وآليات تسجيلها، بما يساهم في استقرار السوق والحد من استغلال التجار.
النصيحة للمواطنين
حتى تتحسن الظروف وتُصدر الجهات المعنية تعليمات واضحة، ينصح الخبراء بعدم الإقبال على شراء أو بيع السيارات حاليًا لحماية مصالح المواطنين وتقليل احتمالية الاستغلال.