**سويسرا تطبق حظر النقاب في الأماكن العامة وسط جدل واسع**
بدأت سويسرا تنفيذ قانون يحظر ارتداء النقاب وغطاء الوجه في جميع الأماكن العامة، بما في ذلك الشوارع والأسواق والمواصلات العامة والمتاحف.
القرار يأتي استجابة لاستفتاء شعبي أجري في عام 2021، حيث أيد 51.2% من المواطنين فرض قيود على تغطية الوجه، باعتبارها تعيق التواصل الاجتماعي وتتنافى مع القيم السويسرية.
في السابق، كان هذا الإجراء يقتصر على كانتوني سانت غالن وتيتشينو، لكنه الآن أصبح شاملاً لجميع المناطق السويسرية دون استثناء.
القانون لا يقتصر على النقاب والبرقع الذي ترتديه بعض النساء المسلمات، بل يشمل أيضاً الأقنعة التي يرتديها مشجعو كرة القدم.
ويُعاقب من ينتهك الحظر بغرامة مالية تتراوح بين 100 و1000 فرنك سويسري (110 إلى 1100 دولار أمريكي).
ومع ذلك، استثنى القانون ارتداء أغطية الوجه لأسباب طبية أو أمنية، مثل الكمامات الصحية والأقنعة الواقية في العمل، وكذلك أغطية الوجه المستخدمة في المناسبات التقليدية أو الدينية ودور العبادة.
ردود فعل متباينة
أكدت الرئيسة السويسرية، كارين كيلر سوتر، أن الحظر سيؤثر فقط على عدد محدود من السكان، حيث لا يتجاوز عدد النساء اللواتي يرتدين النقاب في سويسرا 20 إلى 30 امرأة، من أصل نحو 400 ألف مسلم يعيشون في البلاد.
لكن القرار أثار جدلاً واسعاً، إذ انتقدته منظمات حقوق الإنسان باعتباره انتهاكاً لحقوق المرأة في اختيار ملابسها، ودعت الحكومة السويسرية إلى إعادة النظر فيه.
يثير القرار أيضاً مخاوف بشأن تأثيره المحتمل على السياحة والاقتصاد المحلي، خاصة مع ارتباط سويسرا بالسياح الخليجيين، الذين يشكلون مصدراً مهماً للدخل.
في النصف الأول من عام 2024، زار سويسرا أكثر من 300 ألف سائح خليجي، بزيادة 27% مقارنة بالعام السابق.
ويُعرف السائح الخليجي بإنفاقه المرتفع، إذ ينفق ما يقارب 460 دولاراً يومياً، ويمتد متوسط زيارته من ثلاثة إلى خمسة أيام.
مع تطبيق الحظر، يرى مراقبون أن التحديات المحتملة قد تدفع الحكومة السويسرية إلى مراجعة بعض بنود القرار لضمان عدم الإضرار بالمصالح الاقتصادية والعلاقات الدولية، خصوصاً مع دول الخليج.
جدير بالذكر أن سويسرا ليست الدولة الأوروبية الوحيدة التي حظرت النقاب، إذ سبقتها دول مثل فرنسا وبلجيكا والنمسا والدنمارك وهولندا في تطبيق قوانين مشابهة.
المصدر: وكالات.