في مقابلة مثيرة، تحدث محمد جلالي، آخر رئيس وزراء في عهد بشار الأسد، عن أوضاع سوريا خلال حكم النظام السابق والأسباب التي أدت إلى سقوطه.
وأكد جلالي أن راتبه الشهري كرئيس للوزراء كان 140 دولاراً فقط، مشيراً إلى الفقر والفساد غير المسبوقين كأسباب رئيسية لانهيار النظام.
الفساد والديون الثقيلة
تطرق جلالي إلى حجم الفساد في سوريا، موضحاً أن ديون النظام لإيران وحدها بلغت 30 مليار دولار.
وأضاف أن إيران كانت تقدم مليوني برميل نفط شهرياً إلى سوريا، نصفها كدعم مجاني.
كما كشف أن موازنة عام 2025 بلغت 52 ألف مليار ليرة سورية، بعجز وصل إلى 20%.
وأشار إلى أن الاحتياطي في المصرف المركزي عند سقوط النظام كان حوالي 100 مليون دولار، معظمها بالليرة السورية، مما يعكس الوضع الاقتصادي المتدهور.
سبب سقوط الأسد
أكد جلالي أن الفقر والفساد، وليس الحرب المستمرة منذ 13 عاماً، هما السبب الرئيسي لسقوط النظام السوري.
ففي الثامن من ديسمبر 2024، فر بشار الأسد إلى روسيا بعد 24 عاماً من الحكم، تاركاً سوريا تواجه مصيرها مع قوى المعارضة.
موقف جلالي بعد سقوط النظام
خلافاً للعديد من المسؤولين، قرر جلالي البقاء في دمشق على الرغم من انسحاب حراسه العسكريين.
وتلقى تطمينات من أحمد الشرع، قائد هيئة تحرير الشام، بأنه سيكون بأمان.
وبعد يومين من سقوط الأسد، سلم جلالي صلاحياته إلى محمد بشير، ليتم تشكيل حكومة انتقالية حتى مارس 2025.
تفاصيل مثيرة عن الفساد
كشف جلالي عن عرض تلقاه من وسيط لتعيين شخص كوزير مقابل 100 ليرة ذهب، لكنه رفض العرض ولم يكشف عن هوية الشخص.
وأوضح أن راتب الوزير كان 70 دولاراً فقط، فيما كان راتب الجندي 17.5 دولاراً، ما أثار تساؤلات حول قدرة الجنود على التضحية من أجل النظام في ظل هذه الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
انهيار البنية التحتية
أوضح جلالي أن إنتاج النفط، الذي كان يبلغ 300 ألف برميل يومياً قبل الثورة، خرج معظمه عن سيطرة النظام.
كما انخفض إنتاج الكهرباء من 8000 ميغاواط إلى 1000 ميغاواط فقط، بينما تحتاج سوريا إلى 7000 ميغاواط لتغطية احتياجاتها.
الحياة الشخصية لجلالي بعد المنصب
يعيش محمد جلالي حالياً في شقة متواضعة مع عائلته، ويعمل مع زوجته لتأمين متطلبات الحياة.
وأشار إلى أنهما كانا يعتمدان على أعمال إضافية بجانب وظائفهما لتأمين دخل إجمالي قدره 2000 دولار.
جلالي اختتم حديثه بالتساؤل: "كيف يمكن لجندي براتب 17.5 دولار أن يضحي بحياته من أجل وطن تغرقه الفساد والظلم؟".