يتناول الفيلم اللبناني "وينن"، الذي صدر عام 2013، قضية المفقودين التي لطالما كانت حاضرة في حياة اللبنانيين والسوريين على مدار عقود، مع بعض الفروق الطفيفة في السياقات.
يركّز الفيلم بشكل أساسي على قضية المفقودين خلال الحرب الأهلية اللبنانية.
تدور أحداث الفيلم حول عائلة فقدت ستة من أبنائها أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، ولا تعرف شيئًا عن مصيرهم بعد اختفائهم.
بعد مرور عقدين من الزمن، تجتمع العائلة لتبحث في مسألة بيع منزلهم الذي يحمل في جدرانه ذكرياتهم وحياتهم الماضية، تلك التي عاشوها مع المفقودين.
تتوازى هذه القصة مع الواقع السوري، حيث يُظهر الفيلم كيف أن الجاني والمسبب لمعاناة الشعبين في لبنان وسوريا هو ذاته: نظام الأسد الأب والابن.
يشير اللبنانيون بشكل صريح إلى دور هذا النظام في معاناتهم وحاجتهم المستمرة لمعرفة مصير ذويهم المفقودين، الذين بلغ عددهم الآلاف خلال الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990)، خاصة مع دخول الجيش السوري إلى لبنان في عام 1976 وبقاءه هناك حتى انسحابه القسري في 2005.
رغم مرور عقود على تلك المعاناة، لا يزال مصير المفقودين مجهولًا، حتى بعد سقوط نظام الأسد الأب، الذي بدأ هذه المعاناة في سبعينيات القرن الماضي وترسخ في عهد ابنه بشار.
الأمر الذي يضاعف معاناة عائلات المعتقلين في كل من سوريا ولبنان.
منذ عقود، تبحث العائلات اللبنانية عن أبنائها المفقودين، وكذلك الأمر في سوريا، حيث وثقت سنوات الثورة السورية أكثر من مئة ألف معتقل، العديد منهم لا يزالون في عداد المفقودين.
ومع غياب الإحصائيات الرسمية حول أعداد المفقودين والمعتقلين في سوريا بعد سقوط النظام، تواصل العائلات محاربة اليأس، حيث يُلصقون صور المفقودين على الجدران، ويواصلون البحث بكل السبل، كما اكتُشفت المقابر الجماعية وسجلات الضحايا، مما يعكس حجم المعاناة التي تسببت بها أنظمة الأسد.
ورغم أن اللبنانيين ينتظرون منذ سبعينيات القرن الماضي دون أي أمل في معرفة مصير مفقوديهم، فإن بعض السوريين لم يروا ذويهم منذ ثمانينيات القرن الماضي، عندما غيبهم نظام حافظ الأسد.
ومع مرور الزمن، خرجت قلة من المعتقلين بعد أكثر من 40 عامًا في زنازين الأسد، ليجدوا أنفسهم في سن الشيخوخة بعد أن دخلوها شبابًا.
فيلم "وينن" من تأليف جورج خباز، إخراج كريم دكاش، وبطولة جورج خباز، ندى أبو فرحات، ديامان عبود، طلال الجردي، إيلي متري، وتقلا شمعون، ومدته ساعة ونصف تقريبًا.