لطالما كان اسم بشار الجعفري مرتبطًا بالدفاع عن سياسات النظام السوري في أروقة الأمم المتحدة، حيث كان يمثل صوت الرئيس السوري السابق بشار الأسد بشراسة.
لكن إطلالته الأخيرة، يوم الاثنين، من موسكو، حيث يعمل سفيرًا منذ سنوات، أثارت استغراب وانتقادات واسعة من السوريين.
في كلمته، حاول الجعفري التنصل من انتهاكات النظام السابق، محمّلًا ما وصفها بـ"المنظومة" مسؤولية إدارة سوريا بعقلية المافيا.
لكن هذه التصريحات قوبلت بموجة انتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وصفه الكثيرون بأنه يقدم "تكويعة الموسم"، في إشارة إلى تغيير موقفه الواضح بعد سقوط الأسد في 8 الشهر الجاري.
وأعاد المنتقدون نشر أبرز تصريحاته السابقة التي دافع فيها عن النظام، من نفيه استخدام البراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية، إلى مهاجمته فرق "الخوذ البيضاء"، معتبرين تصريحاته الأخيرة محاولة للتنصل من إرثه في الدفاع عن الجرائم التي ارتكبها النظام.
انتقادات لاذعة
العميد أسعد الزعبي صرّح لـ"العربية" أن الجعفري "كذب لسنوات في الأمم المتحدة لتبرير جرائم النظام"، مؤكدًا أن ولاءه كان للأسد وليس للوطن.
من جانبه، رأى الباحث بسام البني أن الجعفري لا يجب أن يكون له دور في سوريا الجديدة.
تصريحات مفاجئة
في تصريحاته الأخيرة، اعتبر الجعفري أن سوريا لم تكن خاضعة لنظام حقيقي، بل لهيمنة منظومة فساد ومافيا سعت لتحقيق مصالحها الخاصة.
وأشار إلى أن سوريا اليوم أصبحت لجميع أبنائها، معربًا عن ثقته بقدرة الشعب على تخطي المحن.
يُذكر أن الجعفري شغل منصب مندوب سوريا الدائم في الأمم المتحدة منذ عام 2006 وحتى 2022، حيث تم تعيينه لاحقًا سفيرًا في موسكو.
تصريحاته الجديدة فتحت باب التساؤلات حول طبيعة أدواره المستقبلية ومواقفه تجاه سوريا بعد التغيرات السياسية الأخيرة.
أتمنى اختراع مصطلح جديد غير التكويع، لأنه كلام بشار الجعفري أقوى من التكويع.. pic.twitter.com/JuKN7Kxz16
— مُضَر | Modar (@ivarmm) December 23, 2024