أخبار

حـقيـقة عـلاقة سـرايـا الدفـاع ورفـعـت الأسـد بوفـاة الفـنان نهـاد قلـعي الشـهير بشـخصـية "حسـني البورظـان"

حـقيـقة عـلاقة سـرايـا الدفـاع ورفـعـت الأسـد بوفـاة الفـنان نهـاد قلـعي الشـهير بشـخصـية "حسـني البورظـان"


تُعتبر حياة الفنان السوري نهاد قلعي واحدة من القصص المأساوية في تاريخ الفن السوري.

الشخصية الشهيرة التي أدخلت البهجة إلى قلوب الملايين بدورها في المسلسل الكوميدي "صح النوم"، عانت من نهاية مأساوية بدأت بحادثة عنف غامضة أثارت الجدل حول دوافعها وهوية مرتكبيها.  


حادثة الاعتداء في مطعم بدمشق

في أواخر السبعينات، وقع خلاف بين نهاد قلعي وأحد الأشخاص أثناء وجوده في مطعم "النادي العائلي" بحي باب توما في دمشق. انتهى الخلاف باعتداء الشاب على قلعي بضربة كرسي على رأسه، مما تسبب في إصابته بشلل جزئي.  


يصف الناقد السينمائي بشار إبراهيم، في كتابه "نهاد ودريد":  

كان نهاد قلعي برفقة دريد لحام وشاكر بريخان في السهرة، وعندما نفدت سجائر أحد الضيوف، طلب من النادل أن يحضر له علبة، لكنه رفض.

أثار ذلك غضب نهاد الذي أنب النادل. فجأة، تدخل رجل من طاولة مجاورة وقال بلهجة مستفزة: ‘بورظان، بدك سجائر؟ تعال خد من عندي’.

فرد قلعي بانزعاج: ‘أنا ما بدي من حدا سجائر، وبعدين أنا ما لي اسم معروف تناديني به يا حمار’.


هذه العبارة كانت الشرارة التي أشعلت الحادثة. تعرض قلعي لضرب مبرح بالكرسي، نُقل على إثره إلى المستشفى، حيث عولج بشكل سريع دون رعاية كافية.

هذه الإصابة تركت آثارًا جسدية ونفسية استمرت معه حتى وفاته.  


اتهامات لسرايا الدفاع

يشير بعض النقاد السوريين إلى أن الاعتداء على نهاد قلعي لم يكن عشوائيًا، بل مدبرًا.

ويُعتقد أن المعتدين كانوا عناصر من سرايا الدفاع، وهي قوة شبه عسكرية بقيادة رفعت الأسد.

ورغم غياب الأدلة الرسمية، فإن طبيعة الحادثة وهوية الفاعلين أثارت شكوكًا كبيرة حول وجود دوافع سياسية أو شخصية وراء الاعتداء.  


صراع مع المرض والعزلة

بعد الحادثة، أصيب قلعي بالشلل الجزئي وأصبح حبيس المنزل. ورغم تخلي العديد من أصدقائه ورفاقه عنه، استمر في العمل قدر استطاعته.

قدم دوره الأخير "أبو ريشة" في مسرحية "غربة"، التي كانت آخر أعماله على خشبة المسرح وآخر تعاون له مع دريد لحام.  


سنوات المعاناة حتى الوفاة

باع نهاد قلعي كل ممتلكاته لتغطية تكاليف علاجه، لكن حالته الصحية تدهورت بسبب إصابته المزمنة ومرض السكري.

في عام 1993، نُقل إلى مستشفى الهلال الأحمر بدمشق بعد أزمة قلبية، حيث توفي في أكتوبر من العام نفسه.  


إرث نهاد قلعي الفني والمأساوي

تبقى حياة نهاد قلعي قصة مفعمة بالنجاح والمعاناة. ورغم الظروف التي مر بها في سنواته الأخيرة، يظل إرثه الفني حيًا في ذاكرة الجمهور السوري والعربي.

أما حادثة الاعتداء عليه، فتظل ملفًا غامضًا لم تُكشف كل تفاصيله، مما يضيف جانبًا مأساويًا إلى مسيرة هذا الفنان الكبير.

google-news تابعوا آخر أخبار وكالة السوري الإخبارية عبر Google News

مقالات متعلقة