اقتصاد

المصـرف المـركزي السـوري يعـلن أول نشـرة أسعـار صـرف منذ سقـوط النظـام

المصـرف المـركزي السـوري يعـلن أول نشـرة أسعـار صـرف منذ سقـوط النظـام


أصدر مصرف سوريا المركزي اليوم، الاثنين 16 كانون الأول، أول نشرة رسمية لأسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الليرة السورية منذ سقوط النظام.  


وفقًا للنشرة الرسمية، بلغ سعر صرف الدولار الأمريكي للشراء 12,500 ليرة سورية، وللمبيع 12,562 ليرة، في حين حُدد سعر صرف اليورو للشراء بـ13,148 ليرة وللمبيع بـ13,213 ليرة.

أما الجنيه الإسترليني فسجل سعر شراء بلغ 15,795 ليرة وسعر مبيع وصل إلى 15,873 ليرة.  


في المقابل، تجاوزت أسعار السوق السوداء هذه الأرقام، حيث بلغ سعر صرف الدولار في دمشق 13 ألف ليرة للشراء و14 ألف ليرة للمبيع، بينما سجل اليورو 13,643 ليرة للشراء و14,688 ليرة للمبيع، بحسب موقع "الليرة اليوم".  


تحليل اقتصادي للوضع  

المحلل الاقتصادي يونس الكريم أشار إلى أن الفارق الكبير بين سعر الصرف الرسمي وسعر السوق السوداء يعكس شح الحوالات المالية وانخفاض توفر الدولار في السوق المحلية.

وأضاف أن شركات الصرافة تحاول جذب حائزي الدولار عبر تقديم أسعار أفضل من البنك المركزي، ما يدفع سعر الصرف في السوق السوداء إلى الارتفاع بشكل مستمر، مؤثرًا بشكل سلبي على قيمة الليرة السورية.  


وأوضح الكريم أن البنك المركزي اعتمد أدنى مستوى وصلت إليه الليرة السورية في الأيام الأخيرة كأساس لتحديد الأسعار الرسمية، معتبرًا أن ذلك يُستخدم كإجراء نفسي لإقناع المواطنين بوجود تحسن في سعر الصرف.

لكنه توقع أن يلجأ المركزي إلى تعديل أسعار الصرف كل بضعة أيام بناءً على هذه السياسة، ما يفتح المجال للتلاعب والمضاربة على الليرة السورية.  


كما نوه الكريم إلى أن الانخفاض المؤقت في سعر صرف الدولار يتيح لشركات الحوالات وأمراء الحرب، الذين يملكون فائضًا من الليرة، فرصة لتحقيق أرباح كبيرة من خلال شراء الدولارات مجددًا.  


تصريحات حكومية تكشف عمق الأزمة  

في سياق متصل، صرّح رئيس حكومة تسيير الأعمال السورية، محمد البشير، بأن خزائن البنك المركزي تفتقر لأي عملة أجنبية، مشيرًا إلى أن "الليرة السورية وحدها المتوفرة، لكنها لا تساوي شيئًا".

جاء ذلك خلال مقابلة مع صحيفة "إل كورييري ديلا سيرا" الإيطالية في 11 كانون الأول.  


وأضاف البشير أن الحكومة الحالية ستستمر حتى آذار 2025 فقط، موضحًا أن حجم الديون على سوريا هائل، لكنه أبدى تفاؤله بإمكانية تحسين الأوضاع تدريجيًا، مستشهدًا بتجربة محافظة إدلب كدليل على القدرة على تحقيق تقدم ولو كان محدودًا.  


التحديات المستقبلية  

تواجه سوريا أزمة اقتصادية خانقة مع استمرار انخفاض قيمة الليرة السورية وندرة العملات الأجنبية، مما ينعكس سلبًا على حياة المواطنين ويزيد من أعباء الأزمة المالية التي تعاني منها البلاد منذ سنوات.

google-news تابعوا آخر أخبار وكالة السوري الإخبارية عبر Google News

مقالات متعلقة