ولدت بشرى الأسد في عام 1960 عندما كان والدها نقيب طيار في القوات الجوية للجمهورية العربية المتحدة.
نشأت في أجواء مميزة من الدلال والمحبة من والدها، ما شكل شخصيتها المتمردة والمتجبرة.
حصلت على شهادة بكالوريوس في الصيدلة من جامعة دمشق بمرتبة تفوق، رغم ندرتها في الحضور الجامعي وعدم إلمامها بعلم الصيدلة.
الأمر الذي أثار امتعاض الدكتور المشرف على تخرجها، ليؤدي ذلك إلى إجباره على منحها علامات لا تستحقها.
علمت بشرى بإستياء مشرفها، فأمرت باعتقاله وإرساله إلى أحد أقبية نظام أبيها وتلقينه درساً لن ينساه بحياته.
أما الحادثة الأشد إجراماً في الحرم الجامعي فكانت في عام 1998، حين شعرت بشرى أنها لم تستفد شيئاً من شهادة الصيدلة.
فقررت أن تشارك كادر التدريس في كلية الصيدلة لتحاضر الطلاب وتعطيهم دروساً عن إنجازات والدها ودعمه اللامحدود للعلم.
إلا أن لسانها ساقها للحديث فيما لا تفقه فيه، فراحت تخلط الحابل بالنابل بعلم الصيدلة.
لم يستطع أحد الطلاب الصمت عن المهزلة الحاصلة، فصحح لها أخطاءها الفادحة في تركيبات الأدوية بمعلومات دقيقة.
خرجت بشرى من قاعة المحاضرات غاضبة، فأوعزت إلى مرافقيها باعتقال الطالب الذي تجرأ على التعديل والتذاكي.
أمام عالمة الصيدلة الأسدية، أمرت بإخصائه وزجه في أحد أفرع الأمن، حيث ذاق العذاب والويلات في أقبية الفروع، وتم إعطائه ورقة مكتوب فيها "غير صالح للعلاقات الجنسية"، ومن ثم إجباره على مغادرة سوريا وتبرير ذلك لزملائه بأن بشرى أعجبت به وبذكائه فأرسلته في منحة دراسية إلى ألمانيا.
رجال كثر تسابقوا لنيل حب مدللة سفاح سوريا، فنشأت قصة حب بين بشرى ومدرب الفروسية الخاص بها، الفلسطيني رامي الشاعر.
بدأ اللقاء بينهما داخل القصر وخارجه، حتى وصل الخبر إلى حافظ بعد مراقبة ابنه باسل لهما. جن جنون حافظ الأسد، إذ كيف تعشق ابنته الوحيدة رجلاً فلسطينياً سنياً؟
أصدر حافظ أمراً بقتل عشيق ابنته، لكن وساطات عدة تدخلت لحل الأمر دون فضيحة، وإبعاد مدرب الفروسية وعائلته إلى خارج سوريا.
فتم الاتفاق بين حافظ الأسد وياسر عرفات بمنح والد رامي رئاسة ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية في موسكو، ليبقى الفارس هناك دون رجعة.
بعد إقصاء عشيق بشرى من قبل حافظ وابنه باسل، عمل حافظ على تزويجها من طبيبها الخاص وابن العائلة المرموقة الدكتور محسن بلال.
لكن بشرى اتهمته بأنه زير نساء وفسخت خطوبتها. وانتقاماً من أهلها، اختارت عشيقاً لا يتناسب مع عائلتها: آصف شوكت، المرافق الشخصي لها.
نقله حافظ الأسد للعمل بالقصر في الحماية الأمنية، بعد أن أعجب بجرائمه في مدينة حماة عندما كان ضابطاً في سرايا الدفاع التابعة لرفعت الأسد، وكان له دور كبير في تنفيذ اعتقالات وتصفيات بحق أهالي المدينة.
لكن آصف لم يحظَ بثقل سياسي أو اجتماعي، فهو من عائلة متواضعة لن يقبل حافظ بنسبه.
فبدأ باسل الأسد تحركه الأمني، وأمر بإبعاد العشيق عن قصر والده ثم اعتقله وزجه في السجن.
استطاعت بشرى إقناع والدها بالإفراج عنه، لكن باسل أصر على اعتقاله أكثر من مرة، حتى لقي باسل حتفه في حادث غامض عام 1994، والذي اعتبر تصفية جسدية بأوامر من عمه رفعت.
وجاء تفجير مبنى الأمن القومي السوري أثناء اجتماع ما عرف بخلية الأزمة، الذي نفذ بتخطيط سري من ماهر الأسد، مما أدى إلى هلاك آصف وشخصيات أخرى.
كسر جبروت بشرى بعد مقتل آصف، فغادرت سوريا إلى دبي بصحبة أبنائها ومليارات قد نهبتها مع زوجها من الشعب المضطهد.
وبحسب مجلة زمان الوصل، وقعت مشادة كلامية بين بشرى الأسد وفتاة سورية من طائفتها أثناء زيارة بشرى لإحدى محلات المجوهرات في دبي وشراءها بمبلغ مئة ألف درهم.
الفتاة: "عم تجخي على كيفك يا مدام والناس بسوريا مو لاقيه قطعة خبز تاكلها". بشرى: "أنا ماني مسؤولة عن الناس". "لا تكثري حكي وخليكي عم تترزقي أحسن ما". الفتاة: "هالناس عم تموت وتجوع كرمال عيلتكم".
بشرى: "ما حدا يموت ويجوع كرمال حدا ثاني". "نحن عملنالكم قيمة.. كنتوا جربانين مو ملاقين تاكلوا لولا بيي حافظ الأسد ما استلم الحكم وعملكم خلق وبشر".
لكنها حافظت على شعرة معاوية مع أخيها، فأرسلت له بالتعاون مع ضاحي خلفان ملايين الدولارات لإنعاش اقتصاده المكبل بالعقوبات.
بشرى ما زالت تحاول التهرب من العقوبات الدولية بإدعائها عدم علاقتها بالنظام، لكن جرائمها ستلاحقها إلى أن تلحق بأبيها وزوجها.