مع سقوط نظام بشار الأسد وهروب رئيسه من سوريا، توارى عن الأنظار مجموعة من أقربائه المعروفين باسم "الأسود الصغيرة"، الذين لعبوا أدواراً بارزة في دعم النظام السابق وساهموا في قمع الشعب السوري.
هؤلاء الأشخاص كانوا يتمتعون بنفوذ واسع في جميع المجالات، وساندوا الأسد خلال الحرب على السوريين، خاصة في المناطق التي شهدت مواجهات عنيفة بين قوات المعارضة وجيش النظام.
اختفاء "الأسود الصغيرة" داخل سوريا وخارجها
وفق شهادات من سكان المنطقة الساحلية، أفاد البعض بأن هؤلاء الأفراد اختبأوا في أماكن داخل سوريا، بينما فر آخرون إلى الخارج.
مواطنة من مدينة القرداحة، معقل عائلة الأسد، أشارت إلى أن الوضع الأمني لم يصل بعد إلى مرحلة "الأمان التام" مع احتمال سعي بعض أنصار الأسد للانتقام.
وأضافت أن وسيم الأسد، أحد أكثر المتورطين عنفاً، قد يكون مختبئاً في مناطق بين جبلة وحماة، حيث يمتلك عدة أماكن للتواري، بما فيها مواقع في طرطوس.
وسيم الأسد كان مشهوراً بمنشوراته وفيديوهاته التي يتفاخر فيها بأعماله العنيفة ضد معارضي النظام، ويُعتقد أنه يستخدم هوية مزورة للتنقل أو الاختباء.
مصير سليمان الأسد: شائعات وتكهنات
سليمان الأسد، الذي أثار غضباً كبيراً عام 2015 بعد قتله ضابطاً في جيش النظام بسبب خلاف على أحقية المرور، كان محوراً لشائعات عديدة حول مصيره.
انتشرت مؤخراً أخبار تفيد بالعثور على جثته مشنوقاً في سجن اللاذقية، لكن لم تؤكد هذه المعلومات.
كما سبق تداول فيديو زُعم أنه يظهر سليمان يُشنق في ساحة عامة، لكن اتضح لاحقاً أنه يعود لشخص آخر من محافظة درعا.
آخر ظهور لسليمان كان في عام 2020 بعد إطلاق سراحه من السجن.
في إحدى الصور المنشورة حينها، ظهر في غرفة مغلقة توحي بوجوده في مكان آمن بعيداً عن الأعين.
عمار الأسد: شائعات حول الإعدام
عمار الأسد، عضو سابق في البرلمان السوري وأحد المتربحين من قربه لعائلة الأسد، اختفى عن الأنظار بعد سقوط النظام.
انتشرت شائعات تفيد بإعدامه، لكنه شوهد قبل هروب الأسد بأسبوعين في مزرعة بمحافظة حماة.
المنطقة الشرقية من حماة تُعتبر ملاذاً آمناً لقربها من الساحل السوري.
حيدر الأسد: مصير غامض
حيدر الأسد، المعروف بعنفه الشديد، اختفى منذ عام 2017 بعد تحذيره علناً من إمكانية تعرضه للقتل على يد أحد المقربين منه.
أغلقت صفحته على فيسبوك بعد شائعات عن إصابته بمرض الكبد أو في إحدى المعارك.
منذ ذلك الحين، لم تُعرف أي تفاصيل عن مصيره.
قلق شعبي من "الأسود الصغيرة"
رغم سقوط النظام، لا يزال العديد من السوريين، خصوصاً في الساحل، يشعرون بالقلق من اختفاء أفراد عائلة الأسد وأنصارهم.
هؤلاء الذين تورطوا في تجارة المخدرات والسلاح والجرائم ضد الشعب السوري، قد يشكلون خطراً إذا قرروا العودة للواجهة.
أعرب سكان اللاذقية عن فرحتهم بسقوط "عائلة الأسد" ورحيل "الأسد الكبير" بشار، لكن اختفاء "الأسود الصغيرة" وغياب أي معلومات دقيقة عن مصيرهم يزيد من مخاوفهم بشأن المستقبل.