سجلت الليرة السورية اليوم، الاثنين 9 كانون الأول، تحسنًا طفيفًا في قيمتها أمام العملات الأجنبية، بعد انهيارات حادة شهدتها خلال الأيام الماضية نتيجة العمليات العسكرية التي استمرت 11 يومًا في مناطق متفرقة من سوريا.
بلغ سعر صرف الدولار الأمريكي 17 ألف ليرة سورية للمبيع و16 ألف ليرة للشراء، بعدما كان مستقرًا عند نحو 15 ألف ليرة قبل بدء المعارك في 27 تشرين الثاني الماضي، ووصل خلال الأزمة إلى نحو 25 ألف ليرة في محافظة حلب.
أما سعر صرف اليورو فبلغ 17,954 ليرة للمبيع و16,893 ليرة للشراء، وفقًا لموقع "الليرة اليوم" المتخصص برصد أسعار العملات والذهب.
تحولات حادة وسوق غير مستقرة
شهدت الليرة السورية خلال عام 2023 تقلبات كبيرة، مع تراجع قيمتها بنسبة 113.5% على أساس سنوي، وهو الانخفاض الأكبر في تاريخها.
وكان سعر الصرف قد شهد استقرارًا نسبيًا عند 14,700 ليرة للدولار الواحد، قبل أن يتدهور مع بدء العمليات العسكرية، ليصل إلى مستويات غير مسبوقة.
أسباب التراجع
وفقًا لتقرير صادر عن مركز "جسور للدراسات"، فإن الليرة السورية تفتقر إلى الحدود اللازمة للدفاع عن استقرارها، ما يجعلها عرضة للانهيار السريع أمام أي تغيرات سياسية أو اقتصادية.
وأوضح التقرير أن أثر هذه التحولات يظهر عادة في شكل موجات ارتفاع حادة في سعر الصرف (أي انخفاض قيمة الليرة)، ما يزيد من صعوبة تحديد مستوى الاستقرار المستقبلي.
الباحث الاقتصادي خالد تركاوي أوضح أن الفرق بين أسعار الصرف في دمشق وحلب خلال الأسبوع الماضي يعود إلى زيادة الطلب على الدولار والليرة التركية، مقابل عرض كبير لليرة السورية، ما أدى إلى انهيار قيمتها في سوق مفتوحة تخضع لقوانين العرض والطلب.
وأشار تركاوي إلى أن توقف العمليات العسكرية كان العامل الأبرز في الحد من تدهور الليرة بشكل أكبر.
مستقبل غير واضح
مع انتهاء العمليات العسكرية وعودة بعض الاستقرار النسبي، تبقى الليرة السورية في حالة هشاشة، وهو ما يجعلها عرضة لتقلبات جديدة في حال حدوث أي اضطرابات سياسية أو اقتصادية إضافية.