الرابـطة الحقـوقية: إخـ.ـلاء جمـيع مـعتـقلـي سـجـن صـيدنـايا

أعلن دياب سرية، مؤسس "رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا"، أن جميع المعتقلين في السجن ذائع الصيت قد أُفرج عنهم ظهر اليوم الأحد، 8 ديسمبر، عند الساعة الواحدة بتوقيت دمشق.  

إخلاء السجن ومزاعم الطوابق السرية

في تسجيل مصور، نفى سرية صحة الأخبار المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي حول وجود أبواب سرية مقفلة أو طوابق مخفية تحتوي على معتقلين لم يتم الوصول إليهم، مؤكدًا أن السجن أصبح خاليًا تمامًا بعد إطلاق سراح الجميع ليلة أمس وصباح اليوم.  

وأشار سرية إلى وجود قسم منفرد داخل السجن مخصص للمعتقلين الانفراديين، لم ينتبه إليه أحد مسبقًا، وتم تحرير جميع من كانوا فيه ظهر اليوم.  

تحركات فريق الدفاع المدني السوري

استجابةً للمناشدات المتزايدة من أهالي المعتقلين والتقارير عن وجود طوابق سرية، تحرك فريق "الدفاع المدني السوري" باتجاه سجن صيدنايا.

وأوضح مدير الفريق، رائد الصالح، عبر منصة "X" (تويتر سابقًا)، أنه أرسل خمس فرق طوارئ مختصة.

تضمنت هذه الفرق وحدات بحث وإنقاذ، فرقًا لنقب الجدران وفتح الأبواب الحديدية، وفريقًا مدربًا على استخدام الكلاب البوليسية، إلى جانب فريق إسعاف.  

الصالح أكد أن الفريق لم يتمكن من التحرك فور المناشدات بسبب التهديدات الأمنية على الطريق المؤدي إلى دمشق، لكنه طمأن الجميع بأن الفرق مدربة للتعامل مع حالات معقدة كهذه.  

تحرير المعتقلين بعد دخول قوات المعارضة إلى دمشق

مع دخول قوات المعارضة السورية إلى العاصمة، أعلنت "إدارة العمليات العسكرية" عند منتصف ليل الأحد، تحرير جميع المعتقلين في سجن صيدنايا، الذي يُعد من أبرز رموز القمع والانتهاكات في سوريا.  

سجن صيدنايا: "المسلخ البشري" وجرائم موثقة

يُعرف سجن صيدنايا بألقاب مثل "المسلخ البشري"، و"الثقب الأسود"، و"مصنع الموت"، لما شهده من انتهاكات مروعة بحق المعتقلين.

في تقرير نشرته منظمة العفو الدولية عام 2017 بعنوان "المسلخ البشري"، وُثقت إعدامات جماعية طالت أكثر من 13 ألف معتقل، أغلبهم من المدنيين المعارضين، بين عامي 2011 و2015.  

كما كشفت تقارير أخرى عن استخدام "غرف الملح" لحفظ جثث الضحايا، وهي غرف تُفرش أرضيتها بطبقة من الملح بسمك 20-30 سم لتقليل تحلل الجثث والروائح الناجمة عنها، وذلك بسبب الارتفاع الكبير في عدد الضحايا.  

إخلاء السجن: خطوة نحو العدالة؟

إخلاء سجن صيدنايا وإطلاق سراح المعتقلين يمثل نقطة تحول في الملف الحقوقي السوري، لكن الجدل حول مصير المفقودين والمعتقلين الآخرين لا يزال قائمًا، مع استمرار جهود الأهالي والمنظمات الإنسانية للكشف عن مصير أحبائهم.