جزيرة "القصر" هي أصغر الجزر المأهولة في الشرق الأوسط، وتوجد في سوريا. تُعرف أيضًا باسم "جزيرة كان ياماكان" أو "الفرح"، وهي مكان يضفي أجواء تشبه عالم العجائب. تقع الجزيرة وسط بحيرة سد "16 تشرين" في شمال محافظة اللاذقية، وتبلغ مساحتها حوالي 12 دونمًا فقط، ويعيش فيها سبع عائلات تعتمد على الزراعة كمصدر أساسي للعيش. وتملك كل عائلة قاربًا تستخدمه للانتقال من الجزيرة وإليها خلال الشتاء.
لحماية الجزيرة من التآكل الناتج عن العوامل الجوية، قام السكان بزراعة الأشجار ونقل الكتل الصخرية لتثبيت التربة. سُميت الجزيرة بجزيرة "القصر" لأنها مبنية على أنقاض قصر روماني قديم، وتنقسم إلى حارتين، هما "حارة القصر" و"الحارة الفوقانية".
أحمد، أحد سكان الجزيرة، يصف تجربته قائلاً: "القارب هو أحد عناصر السحر في هذه الجزيرة. كلما أجدف باتجاه الجزيرة، أشعر وكأنني أقترب من عالم بسيط وهادئ بعيد عن صخب الحياة."
الجزيرة توفر لسكانها خدمات أساسية كالمياه والكهرباء، ويعتمد أهلها على الزراعة، حيث يزرعون الزيتون والحمضيات والخضار، كما يصطادون الأسماك أحيانًا من البحيرة.
في فصل الربيع، وعندما ينخفض منسوب المياه في البحيرة، يقوم الأهالي بحراثة الأرض التي كانت مغمورة لزراعتها بالخضروات الصيفية.
ناهد دريباتي، أحد سكان الجزيرة، يضيف: "جميع العائلات تأكل مما نزرع؛ نحن نزرع الزيتون والحمضيات وأشجارًا مثمرة أخرى مثل اللوز والمشمش والخوخ والدراق."