كشفت وزارة التربية السورية، بقيادة الوزير محمد عامر المارديني، عن تفاصيل شبكة تلاعب وتزوير في نتائج امتحانات شهادة التعليم الثانوي للدورة الماضية.
تورط في هذه الشبكة موظفون في الوزارة، وعدد من الوسطاء، بينهم سائق يعمل في الوزارة وكوافيرة، كما شملت أسماء المستفيدين أبناء شخصيات بارزة.
صرّح المارديني بأن الشكوك بدأت عند ملاحظة علامات مشكوك فيها لطالبة، وعند التحقق من أوراقها، ظهر تلاعب في علاماتها عبر نظام التنتيج الإلكتروني الذي يعتمد على تسجيل العلامات من قبل موظفين مختلفين في حاسبين منفصلين، بهدف تأمين الدقة. لكن، تم اكتشاف أن الموظفين قد أدخلا العلامات المزورة بالتنسيق فيما بينهما، مما أثار الشكوك حول حدوث عملية غش منسقة.
أضاف الوزير أن التحقيقات أظهرت تلاعباً في علامات 70 طالباً وطالبة، معظمهم من عائلات بارزة في البلاد، وقد اعترف بعض الموظفين المتورطين بتلقي مبالغ مالية طائلة من أحد السماسرة المتواري عن الأنظار.
كما اعترفت إحدى الموظفات بتحويل مبلغ قدره 150 مليون ليرة سورية إلى ذهب.
وأشار المارديني إلى أن القضية أُحيلت إلى الأمن الجنائي للتحقيق، حيث تم إلقاء القبض على أحد المتورطين خلال محاولته الهروب خارج البلاد.
وخلال التحقيقات، اعترف المتهمون بتعاونهم مع موظف متقاعد في وزارة التربية لتسهيل عمليات التزوير، وجلب أسماء الطلاب المستفيدين من التزوير.
وبناءً على التحقيقات، تم اتخاذ قرار رسوب هؤلاء الطلاب في السنة الماضية، وحرمانهم من التقدم للامتحانات في العام الدراسي الحالي.
وأكد الوزير أن وزارة التربية ماضية في حماية نزاهة الشهادة السورية وتحقيق العدالة بين الطلاب، وأن التحقيقات ما زالت مستمرة لتحديد جميع أفراد الشبكة المتورطة في القضية.
وأفادت مصادر لجريدة "الوطن" أن معظم المستفيدين من هذه العمليات هم أبناء لشخصيات مهمة، بما في ذلك ابنة الوزير السابق عماد خميس، التي ورد اسمها ضمن قائمة المستفيدين من التلاعب.