تشهد مناطق جنوب لبنان موجة نزوح كبيرة نتيجة التصعيد العسكري المستمر والغارات الجوية الإسرائيلية التي طالت عدة مناطق لبنانية. وعلى طريق صور - صيدا، يمكن ملاحظة طوابير طويلة من السيارات والحافلات المكتظة بالعائلات التي تفر من مناطقها في الجنوب باتجاه العاصمة بيروت بحثًا عن الأمان. هذه المشاهد تذكر بأحداث سابقة شهدها لبنان في أوقات الحروب والنزاعات، حيث يُضطر المدنيون إلى مغادرة منازلهم خوفًا على حياتهم وأرواح أطفالهم.
الغارات الإسرائيلية التي تصاعدت حدتها خلال الأيام الأخيرة أسفرت عن سقوط عدد كبير من الضحايا، حيث أعلن وزير الصحة اللبناني في بيان رسمي أن الغارات أدت حتى الآن إلى مقتل 274 شخصًا وإصابة 1024 آخرين. هذه الأرقام المأساوية تعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها المدنيون في ظل هذا التصعيد العسكري.
النازحون يسلكون طرقًا طويلة وشاقة للوصول إلى بيروت، وبعضهم يعاني من نقص في الاحتياجات الأساسية، مثل الغذاء والماء والرعاية الصحية. العديد من المنظمات الإنسانية المحلية والدولية تحاول تقديم المساعدة للمحتاجين، لكن الظروف الأمنية على الأرض تعرقل عمليات الإغاثة بشكل كبير.
من جانبه، يعاني القطاع الصحي اللبناني من ضغوط هائلة في ظل تزايد أعداد الجرحى والمصابين، إذ باتت المستشفيات تعج بالجرحى وتفتقر إلى الإمكانات الضرورية للتعامل مع هذه الأزمة. وفي الوقت نفسه، تتفاقم معاناة المدنيين الذين يواجهون ظروفًا قاسية وسط تصاعد العنف واستمرار الغارات الجوية.
تستمر التحذيرات من تصاعد الأزمة الإنسانية في لبنان ما لم تتوقف العمليات العسكرية وتتمكن الهيئات الدولية من توفير ممرات آمنة لإيصال المساعدات العاجلة للمتضررين.