أطلقت إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) مسبارها «باركر سولار» صباح اليوم الأحد، في مهمة غير مسبوقة للاقتراب من الشمس أكثر من أي مسبار آخر على الإطلاق.
وغادر المسبار قاعدة كايب كانافيرال الجوية بولاية فلوريدا على متن الصاروخ «دلتا 4 هيفي» -ثاني أقوى صاروخ في العالم- في تمام الساعة 3:31 من صباح الأحد بحسب التوقيت المحلي (07:31 بتوقيت غرينتش).
وقال كبير علماء ناسا جيم غرين لموقع سبيس دوت كوم «سيكون هذا الأمر استثنائيا للغاية، لقد أردنا أن نفعل هذا منذ ستين سنة، منذ نهض إغوين باركر وقال: أعتقد أن الشمس تطلق غازات».
وقوبل هذا التنبؤ في الخمسينيات من القرن الماضي بكثير من التشاؤم، لكن الوقت أثبت أن باركر -وهو أحد رواد علوم الفيزياء الفلكية في جامعة شيكاغو- محق، وبتنا نعلم الآن أن الشمس تطلق رياحا شمسية.
وأصبح «باركر» الذي بلغ عمره 91 عاما في يونيو/حزيران الماضي أول شخص على قيد الحياة تطلق ناسا اسمه على إحدى مهماتها.
والمسبار الذي سيصبح أسرع مركبة فضائية على الإطلاق عندما يصل إلى سرعته القصوى، سيمر عام 2023 عبر الغلاف الخارجي للشمس (الهالة الشمسية) متحملا الحرارة والإشعاعات المتطرفتين، ليجمع بيانات عن الرياح الشمسية التي يمكن أن تتسبب بخلل في الحقل المغناطيسي للأرض ويمكن أن تدمر تقنية الاتصالات على الكوكب.
وفي إطار هذه المهمة، سيصبح المسبار على بُعد 6.13 ملايين كيلومتر من سطح الشمس، وهي مسافة أقرب سبع مرات مما وصلت إليه أي مركبة فضاء أخرى (المسافة بين الأرض والشمس هي 150 مليون كيلومتر).
وتؤكد ناسا أن المسبار لن ينصهر لأنه مصمم ليتحمل تقلبات شديدة في الحرارة والإشعاع، رغم أنه سيتعرض لدرجات حرارة تصل إلى نحو 1370 درجة مئوية عند أقرب نقطة من الشمس.
وستبلغ سرعة المسبار القصوى 700 ألف كيلومتر في الساعة، بما يكفي ليقطع المسافة من لندن إلى برلين في نحو ثلاث ثوان. وسيحلق أولا حول كوكب الزهرة ليستفيد من جاذبيته في بناء سرعة أعلى للتحليق نحو الشمس.