حذّر عميد "المعهد العالي للدراسات والبحوث السكانية" في دمشق، جمعة حجازي، من أن هجرة العقول السورية تمثل واحدة من أخطر تداعيات الهجرة التي شهدتها البلاد خلال السنوات الأخيرة. وأوضح أن مغادرة الكفاءات العلمية والمهنية تترك فراغًا كبيرًا، ما يعيق استعادة الاقتصاد لعافيته عند بدء عملية إعادة الإعمار، إذ سيفتقر إلى الموارد البشرية الضرورية، ما يؤدي إلى تباطؤ في وتيرة الانتعاش والنمو الاقتصادي.
وأشار حجازي إلى أن الهجرة باتت حلمًا يسعى إليه معظم السوريين الذين ما زالوا يعيشون داخل البلاد، حيث أصبح البحث عن حياة أفضل هاجسًا لهم. وأضاف أن الهجرة تؤدي إلى آثار سلبية على الاقتصاد السوري، إذ تعتمد سوريا بشكل متزايد على التحويلات المالية من المغتربين بدلاً من تعزيز القطاعات الإنتاجية المحلية وخلق فرص عمل. وعلى الرغم من أن هذه التحويلات تساعد العائلات السورية في مواجهة الأزمة الحالية، إلا أنها تُعد جزءاً من اقتصاد ريعي غير منتج.
كما أرجع حجازي أسباب هذه الهجرة إلى الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعاني منها البلاد، وانعدام الأفق لحلها، بالإضافة إلى التدهور الكبير في الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء. وأوضح أنه من الصعب حالياً الحد من الهجرة بسبب هذه الظروف الصعبة، إلا أنه شدد على ضرورة إيجاد حلول جذرية لوقف هذا النزيف. ومن بين الحلول المقترحة توليد فرص عمل جديدة، تخفيف القيود والإجراءات الحكومية، التوسع في إقامة مشاريع إنتاجية واقتصادية، والعمل على جذب رؤوس الأموال إلى السوق المحلية، وذلك وفق ما نُشر في صحيفة "الاقتصادية".