austin_tice

أخبار

كيف تلاعب "أردوغان" بـ"ترامب"

كيف تلاعب "أردوغان" بـ"ترامب"

رغم استخفاف أردوغان الواضح بالاتفاقيات الغربية من خلال شراء المعدات العسكرية الروسية وشن توغل في شمال شرقي سوريا فقد كرّس ترامب معظم ملاحظاته للثناء على نظيره التركي.

وقال ترامب: "تركيا، كما يعلم الجميع، حليف عظيم لحلف شمال الأطلسي وشريك إستراتيجي للولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم" شاكراً أردوغان على جهوده لدعم وقف إطلاق النار في شمال شرقي سوريا، ولمساهمات تركيا الحيوية في العمليات في أفغانستان وضد تنظيم الدولة، وقال ترامب "أنا أحد أكبر معجبي الرئيس أردوغان".

في غضون ذلك، قضى أردوغان معظم وقته أمام الكاميرات في انتقاد شديد لميليشيا الحماية (YPG) - العمود الفقري لميليشيات سوريا الديمقراطية.

يعد المؤتمر الصحفي الذي أعقب اجتماع المكتب البيضاوي مجرد مثال آخر على انحناء ترامب لرغبات أردوغان، بعد شهر واحد فقط من سحب الرئيس الأمريكي قواته من حدود تركيا مع سوريا؛ ما مهَّد الطريق لهجوم تركي على الميليشيات.

كتب رجب صويلو وهو صحفي تركي "يجب أن يكون أردوغان سعيداً لأن ترامب قدَّم له منبراً في البيت الأبيض للدفاع عن نفسه، "هذا فوز للعلاقات العامة لأردوغان فقد بثت القنوات التلفزيونية العالمية تصريحاته دون انقطاع لمدة 15 دقيقة".

كان من الممكن أن يكون اجتماع المكتب البيضاوي، الذي ضم أيضاً مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ البارزين من بينهم ليندسي جراهام، فرصة للزعيمين للتوصل إلى اتفاق بشأن عدد كبير من القضايا، بما في ذلك شراء تركيا لنظام الصواريخ الروسية S-400، الذي يهدد الطائرات المقاتلة الأمريكية، واتفاق تجاري محتمل بقيمة 100 مليار دولار.

قال ترامب: "نأمل أن نتمكن من حل هذا الوضع"، مضيفاً: أن القادة طلبوا من نوابهم "العمل فوراً على حل مشكلة S-400".

لقد طرحت الإدارة الأمريكية "حلاً" ينطوي على موافقة تركيا على عدم تنشيط الطائرة S-400؛ ما يمهد الطريق لواشنطن لإعادة تزويد أنقرة ببرنامج F-35، لكن الخبراء يقولون: إن أردوغان قد انسحب مرة أخرى بسرعة من قضية S-400.

وقال توماس كاراكو من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية: إن مجرد الموافقة على عدم تفعيل جهاز S-400 لا يعد تنازلاً بل يمكن عكسه بسهولة.

يكمن القلق في أن تركيا ستستخدم منظومة S-400، التي صُممت لتتبع الطائرات المقاتلة الأكثر تطوراً في الولايات المتحدة، للحصول على معلومات أساسية حول كيفية عمل الطائرة F-35 عندما تكون في وضع التخفي.

ستنطلق مثل هذه الأفكار بسرعة إلى موسكو، التي تشارك بشكل أساسي في تدريب القوات المسلحة التركية على كيفية تشغيل نظام الصواريخ، وكانت تركيا قد أرسلت أفراداً إلى روسيا لبدء التدريب.

بعد وصول أنظمة S-400 الأولى إلى تركيا هذا الصيف، قامت وزارة الدفاع الأمريكية بإخراج تركيا رسمياً من برنامج F-35، مشيرةً إلى أن أنقرة ستفقد عملها الإنتاجي على متن الطائرة بحلول مارس 2020، لكنّ المسؤولين الأمريكيين تركوا الباب مفتوحاً لتركيا للعودة إلى البرنامج إذا وجدوا طريقة لمعالجة مشكلة S-400.

قال الجنرال تود وولترز، قائد القيادة الأوروبية الأمريكية، في أكتوبر/ تشرين الأول، "يجب ألا يكون النظامان مشتركين، هناك قرار يمكن أن تتخذه تركيا، وسنستمر في المضي قدماً، فهي حليف مهم في حلف الناتو، والعلاقة بين العسكريين من منظور الولايات المتحدة والناتو تبقى قوية".

كرر وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر مخاوفه لنظيره التركي الشهر الماضي، وقال للصحفيين يوم الاثنين: "كنت واضحاً للغاية في لقائي الأخير مع وزير الدفاع خلوصي أكار، قلت له لا يمكنك الحصول على جهاز S-400 ومواصلة برنامج F-35 ".

يؤدي تسليم النظام الروسي هذا الصيف إلى تركيا إلى فرض عقوبات قاسية بموجب قانون مكافحة خصوم أمريكا لعام 2017 من خلال العقوبات، والذي يستهدف البلدان التي تشتري معدات الدفاع الروسية، لكن ترامب أرجأ فرض هذه العقوبات رغم احتجاجات المشرعين.

من المرجح أن يثير أيّ اتفاق حول حل المشكلة غضباً بين المشرعين، وقال كاراكو إنه لدى أردوغان أسباب كثيرة لشراء إس -400، رغم أن الولايات المتحدة عرضت نظام صواريخ باتريوت الذي صممه رايثيون كبديل.

الأول هو سياسي - فشراء S-400 هو "تكريم" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهناك تقنية أخرى، فرادار S-400 يبلغ 360 درجة، بينما يبلغ باتريوت 180 درجة.

وأخيراً يريد أردوغان، الذي تعرض للهجوم في انقلاب عام 2016 باستخدام طائرات مقاتلة أمريكية من طراز F-16، نظاماً لإسقاط الطائرات الغربية.

ألقى ترامب باللوم على الرئيس السابق باراك أوباما في النزاع، مدعياً أن إدارة أوباما رفضت بيع أردوغان باتريوت.

لكن هذا الوصف ليس دقيقاً تماماً، فقد درست تركيا باتريوت مرتين قبل العرض الأخير، والذي تضمن شروطاً أفضل لكل من التسعير والإنتاج المشترك، لكن وزارة الخارجية أنهت الصفقة رسمياً هذا الصيف.


وفي كلتا الحالتين، انهارت الصفقات لأن أنقرة أصرت على نقل ملكية تكنولوجيا الصواريخ، وهو أمر رفض المسؤولون الأمريكيون السماح به.

ومع ذلك، لا يزال أردوغان يعلق عملية شراء باتريوت على ترامب، رغم أنه من غير الواضح إلى أين ستصل تلك المناقشات.

google-news تابعوا آخر أخبار وكالة السوري الإخبارية عبر Google News

مقالات متعلقة