في تصريح لنائب عميد كلية الاقتصاد الدكتور إبراهيم العدي، أكد أن الحكومة المنتظرة عليها معالجة الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها سورية كأولوية قصوى، لما لذلك من تأثير إيجابي على جميع جوانب الحياة الأخرى. وشدد على ضرورة تأسيس فريق اقتصادي ذو خبرة كبيرة منذ البداية، مشيرًا إلى أن وجود لجنة اقتصادية فقط كما هو الحال في سورية لم يكن له دور فعال خلال سنوات الأزمة. فالاقتصاد، بحسب قوله، يحتاج إلى هيئة أركان كاملة وليس مجرد وزير يدير شؤونه.
سياسة التصفير كارثة
انتقد الدكتور العدي الحكومة السابقة لافتقارها إلى فريق اقتصادي حقيقي، معتبراً أن اللجنة الاقتصادية الحالية لا تمثل الفريق الاقتصادي المطلوب. وأوضح أن "سياسة التصفير" التي يتبعها كل وزير جديد تعد كارثة حقيقية، إذ يبدأ كل وزير جديد من الصفر بدلاً من مواصلة سياسات الوزارة السابقة. ولفت إلى أن هذا النهج يعيق تقدم البلاد.
رسم السياسات
وأكد العدي على الحاجة إلى حكومة كفاءات تساهم في رسم السياسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها، على أن يقوم الوزراء بتنفيذ هذه السياسات عبر إجراءات حكومية معينة ومناسبة. كما أشار إلى أن الحكومة يجب أن تكون سلطة تنفيذية مراقبة، مشيراً إلى أن العديد من الوزراء لم يتركوا أثراً بسبب عدم قيامهم بأعمال ملموسة.
الكفاءات
وشدد العدي على أن الحكومة المنتظرة يجب أن تكون مختلفة عن سابقاتها من حيث آلية تعيين الوزراء، مشيراً إلى ضرورة اختيارهم من ذوي الكفاءات، مما سيعكس أثراً إيجابياً على الأداء العملي للحكومة.
مساءلة الحكومة السابقة
وأوضح العدي أن البلاد لا تمتلك هوية اقتصادية واضحة حتى الآن، مشيراً إلى أن الرئيس بشار الأسد قد وضع هوية للاقتصاد السوري تقوم على اقتصاد السوق الاجتماعي، ولكن فعلياً كل وزير يرسم سياسات وزارته وحده. وأضاف أن هناك ضرورة لتكامل عمل الوزارات وأن تكون الحكومة مراقبة ومساءلة، مما يزيد من فاعليتها وكفاءتها. وشدد على أهمية تقييم تجربة الحكومة السابقة وأفعالها وتصرفاتها وأعمالها لتحقيق النجاح.
إصدار قطع نقدية جديدة
واقترح العدي أن تظهر الحكومة المنتظرة مبادرات لتحسين الواقع الاقتصادي من خلال الانفتاح الاقتصادي ومعالجة قضية صرف العملة الأجنبية. وأوصى بإصدار قطع نقدية جديدة بفئات 50 ألفاً أو 100 ألف ليرة سورية، مشيراً إلى أن العملة الورقية الحالية تمثل مشكلة كبيرة خاصة الفئات القديمة المهترئة.
الاهتمام بالقطاعات
وأكد العدي على أن الأزمة السورية خلقت اقتصاداً يعتمد على الريع، حيث جمع العديد من الأثرياء ثرواتهم من المضاربة والاحتكار. وأوصى الحكومة الجديدة بالعمل على كسر حلقات الاحتكار في التجارة الخارجية والعودة إلى الزراعة كأولوية.
وختم الدكتور العدي حديثه بالتأكيد على أهمية عدم النظر بتشاؤم، داعياً الحكومة المنتظرة إلى التركيز على الاقتصاد بشكل أساسي. وأشار إلى أن نجاح الحكومة يعتمد على قدرتها في تشكيل فريق اقتصادي متكامل ومتجانس.