أكد العلماء أنهم عثروا على دليل يشير إلى أن دوران النواة الداخلية للأرض لم يتباطأ فقط، بل إنه يتحرك في الاتجاه المعاكس.
توجد في أعماق الأرض كرة معدنية صلبة من الحديد والنيكل بحجم القمر، تدور بشكل مستقل عن دوران كوكبنا وتغلفها طبقات السوائل.
منذ اكتشافها من قبل عالم الزلازل الدنماركي إنجي ليمان في عام 1936، أثارت النواة الداخلية اهتمام العلماء بسبب حركتها المعقدة، وكانت سرعة واتجاه دورانها موضع نقاش طويل.
وفقاً لتقرير نشرته جريدة "الصن" البريطانية تشير الأدلة المتزايدة إلى أن دوران النواة قد تغير بشكل كبير في السنوات الأخيرة. العلماء ما زالوا منقسمين حول ما يحدث بالضبط وما يعنيه هذا التغيير.
أفاد العلماء أنه في فترة ما كان دوران النواة يتطابق مع دوران الأرض، ثم بدأ في التباطؤ والتحرك في الاتجاه المعاكس بالنسبة لطبقات السوائل المحيطة به.
تدعم الورقة البحثية الجديدة نظرية أن هذا التغيير هو جزء من نمط طويل الأمد من التباطؤ والتسارع.
استخدم الباحثون بيانات من الزلازل والاختبارات النووية السوفيتية لتحليل حركة النواة الداخلية، محاولين فهم سبب هذه الحركة. قاموا بتجميع بيانات زلزالية من 121 زلزالًا حدثت في نفس المكان في أوقات مختلفة بين عامي 1991 و2023.
وكتب العلماء: "تكشف الأشكال الموجية المتطابقة عن الأوقات التي يعيد فيها اللب الداخلي احتلال نفس الموقع، بالنسبة إلى الوشاح، كما فعل في الماضي".
يوضح هذا النمط أن النواة الداخلية دارت بشكل تدريجي من عام 2003 إلى عام 2008، ثم من عام 2008 إلى عام 2023 دارت بشكل أبطأ مرتين إلى ثلاث مرات.
يشير العلماء إلى أن حركة النواة الداخلية مدفوعة بالمجال المغناطيسي للأرض، مما يؤدي إلى دورانها.
في الوقت نفسه، يمارس الوشاح واللب الخارجي السائل تأثيرهما على النواة الداخلية، ما يخلق تأثير الدفع والسحب.
يعتقد العلماء أن هذا قد تسبب في تباطؤ النواة الداخلية مع مرور الوقت.
كشفت الدراسة الجديدة التي أجراها الدكتور جون فيدال، أستاذ علوم الأرض في كلية دورنسيف للآداب والفنون والعلوم بجامعة جنوب كاليفورنيا، أن التغيرات في سرعة الدوران تتبع دورة مدتها 70 عامًا.
قال فيدال: "لقد تجادلنا حول هذا الأمر لمدة 20 عامًا، وأعتقد أن هذا الأمر قد نجح. أعتقد أننا أنهينا النقاش حول ما إذا كانت النواة الداخلية تتحرك، وما هو نمطها خلال العقدين الماضيين".
تظل الآثار المترتبة على تباطؤ النواة الداخلية وكيفية تأثيرها علينا لغزا محيرا، على الرغم من أن البعض يربطها بالمجال المغناطيسي للأرض.
تشير الدراسات إلى أن النواة التي تدور بشكل أبطأ يمكن أن تؤثر على المجال المغناطيسي للأرض، الذي يحمي الكوكب من الإشعاع الشمسي القاتل، ويمكنها أيضا تقصير طول اليوم جزئياً.
يقول العلماء إن هذا التغيير سيكون غير محسوس في حياتنا، حيث يبلغ إجمالي الوقت المضاف إلى طول اليوم أجزاء من الألف من الثانية فقط.
ومع ذلك، تضاف النتائج إلى مجموعة متزايدة من الأدلة على أن طول الأيام يتغير.
حددت الدراسات السابقة أن الأيام قد تمتد في النهاية إلى 25 ساعة، وهو ما قد يستغرق 200 مليون سنة من الآن.