تأثير التكامل المالي على النمو الاقتصادي
أوضح مصرف سورية المركزي أن التكامل المالي يمكن أن يكون له تأثيرات إيجابية على النمو الاقتصادي، وذلك من خلال تخفيف الاحتياجات التمويلية للبلدان وتعزيز الاستثمارات طويلة الأجل، مما يساعد في تخفيف تأثير الصدمات المحلية والخارجية. ومع ذلك، يمكن أن يواجه هذا التكامل تحديات قصيرة الأمد.
تأثير الصدمات المالية الخارجية
في دراسة أجراها المصرف حول “الصدمات الخارجية وسياسات التحولات في أسعار الصرف الحقيقية”، بينت النتائج أن الاستثمار طويل الأمد يسهم في زيادة الصادرات والواردات، مما يعزز آفاق النمو.
إلا أن الاقتصادات المتكاملة عالميًا، وخاصة الصغيرة منها، تكون عرضة للصدمات المالية الخارجية التي قد تؤدي إلى تحركات مفرطة في المتغيرات الاقتصادية الرئيسية، وتقلبات في تدفقات رأس المال وتكاليف التمويل، فضلاً عن تغيرات كبيرة في أسعار الصرف.
تأثيرات حالة عدم اليقين على الاقتصاد السوري
أكد المصرف المركزي أن الاقتصاد السوري يتأثر بشكل كبير بحالة عدم اليقين والصدمات المالية العالمية.
ورغم عدم وجود بورصات لتداول العملات أو اتصال مباشر بين سوق دمشق للأوراق المالية والأسواق العالمية، تنتقل التأثيرات من خلال قناة الاستيراد، مما ينعكس على سعر صرف العملة المحلية أمام العملات الأجنبية الرئيسية.
وأوضح المركزي أن التدخل في النقد الأجنبي يمكن أن يعوض جزئيًا تأثيرات الصدمات الخارجية، إلا أن هذا التدخل يكون مؤقتًا وقد يزعزع الاحتياطات من القطع الأجنبي، مما يعزز الحاجة إلى إجراءات نقدية ومالية واقتصادية لمواجهة هذه التقلبات.
سياسات إدارة التحولات في أسعار الصرف
تناولت دراسة للمصرف المركزي ورقة أعدت لصالح صندوق النقد الدولي، حيث تم التركيز على تأثير الصدمات المالية الخارجية على أسعار الصرف الحقيقية.
وأظهرت الدراسة أن الاقتصادات ذات الأسواق المالية الضحلة والمصداقية المنخفضة للبنوك المركزية تكون أكثر عرضة لصدمات عدم اليقين العالمي والسياسة النقدية الأمريكية والظروف المالية العالمية.
وأشارت الدراسة إلى أن التدخل الجزئي في سوق العملات الأجنبية يمكن أن يخفف من تأثير الصدمات، وخاصة في حالة الانخفاضات الكبيرة لقيمة العملة.
توصيات لتحسين استقرار سعر الصرف
أوصت الدراسة بتعميق أسواق العملات الأجنبية، وتحسين مصداقية البنك المركزي عالميًا، وتعزيز الأساسيات الاقتصادية الكلية لمواجهة الاعتماد المفرط على السياسات غير الملائمة.
وأشارت إلى فعالية إدارة تدفقات رأس المال في منع التحركات الكبيرة في سعر الصرف الحقيقي، وتمكين التدخل الأكثر تأثيرًا في صرف العملات الأجنبية بعد الصدمات مباشرة.
تشير نتائج الدراسة إلى ضرورة تبني سياسات نقدية ومالية قوية، وتحسين إدارة تدفقات رأس المال وتعميق الأسواق المالية لتحقيق استقرار اقتصادي أكبر في مواجهة الصدمات الخارجية وتحسين سعر الصرف في سورية.