كشفت دراسة حديثة أن نواة الأرض الداخلية الصلبة تدور بسرعة أبطأ بالنسبة لسطح الكوكب. وقد توصل العلماء إلى هذا الاستنتاج بعد ملاحظة تغيرات في الموجات الزلزالية الناجمة عن الهزات الأرضية والانفجارات البركانية المتكررة على مدار ثلاثة عقود. ويتوقع العلماء أن هذا التباطؤ قد يكون له تأثيرات مباشرة على سطح الأرض بطرق متعددة.
ووفقاً للتقسيم الميكانيكي الذي وضعه الجيولوجيون، تتكون الأرض من خمس طبقات هي: اللب الداخلي، واللب الخارجي، والوشاح، والغلاف الموري، والغلاف الصخري.
### لبّ الأرض الصلب
يتميز اللب الداخلي عن اللب الخارجي بكونه صلباً ويتكون من الحديد النقي عالي الكثافة بضغط يصل إلى نحو 3.6 ملايين ضغط جوي. يبلغ نصف قطره 1211 كيلومترًا، مما يجعله قريبًا في الحجم من القمر. تصل درجة حرارته إلى 6000 درجة مئوية، وهي درجة حرارة تكفي لإذابة الحديد، لكن اللب الداخلي يبقى صلبًا بسبب الضغط الهائل الذي يمارسه جسم الأرض عليه.
يرجح العلماء أن سبب ارتفاع درجة حرارة اللب الداخلي يعود إلى تحلل العناصر المشعة مثل اليورانيوم والثوريوم والبوتاسيوم في قشرة الأرض، بالإضافة إلى الحرارة المنبعثة من اللب الخارجي نحو المركز.
كان يُعتقد سابقًا أن اللب الداخلي للأرض يدور في نفس اتجاه دوران سطح الكوكب، لكن بسرعة أعلى قليلاً، مما يمكنه من إتمام دورة إضافية كل ألف عام. لكن الدراسة الأخيرة التي أجريت بين عامي 1991 و2023 كشفت أن اللب الداخلي بدأ بالتباطؤ منذ عام 2010. يدرس الباحثون تداعيات هذا الأمر بدقة.
نظراً للعمق الكبير لطبقة النواة الداخلية، يتم الوصول إليها ودراستها من خلال مراقبة سرعة واتجاه الموجات الزلزالية "الأولية" التي تعبر الطبقات السائلة والصلبة.
شملت الدراسة قاعدة بيانات لـ121 زلزالاً دورياً قرب جزر "ساندويتش" الجنوبية في جنوب المحيط الأطلسي. توصل الفريق البحثي إلى أن تباطؤ دوران النواة الداخلية يرجع إلى عاملين: الحركة الدوامية للسائل في النواة الخارجية، وتأثير قوة الجاذبية القادمة من طبقة الوشاح.
يعتقد العلماء أن هذا التباطؤ قد يؤثر على طول اليوم، ولكن بمقدار ضئيل جداً لا يتعدى أجزاء من الثانية. يأمل الباحثون في إجراء المزيد من التحقيقات للكشف عن التداعيات الأخرى، التي قد تشمل نشاطات جيولوجية معينة أو حتى تأثير مباشر على الغلاف المغناطيسي للأرض.