فرنسا رفضت طلبات التأشيرة المقدمة من نبيل تباروت، مطور برمجيات جزائري يبلغ من العمر 29 عامًا، مرتين حتى الآن. تبحث تباروت عن زيارة شقيقته في فرنسا هذا العام، وهو أمر صعب بالنسبة للعديد من الأشخاص في أفريقيا، حيث تكون معدلات رفض طلبات التأشيرة إلى منطقة شنغن الأوروبية أعلى بكثير من المعدلات العالمية الأخرى.
تعتبر العملية صعبة ومعقدة، حيث يجب على المتقدمين في كثير من الأحيان إثبات مواردهم المالية وغرض زيارتهم، بالإضافة إلى خططهم للعودة إلى بلادهم. تقول تباروت، الذي نجح مرة واحدة فقط في الحصول على تأشيرة، "كل متعة تستحق الألم".
الدراسات تشير إلى أن معدلات الرفض العالية تعيق الشراكات التجارية والاقتصادية والتعليمية بين أفريقيا وأوروبا، مما يعزز من الانقسامات الاقتصادية. يشير البعض إلى أن هذا التمييز ضد الأفريقيين قد يكون له أسباب سياسية، حيث تستخدم حكومات الدول الأوروبية رفض التأشيرات كأداة للتفاوض في قضايا الهجرة غير القانونية.
من جهته، يعتبر مهاري تاديلي مارو أن تحديات الحصول على التأشيرات ليست فقط في معدلات الرفض، ولكن أيضًا في القيود المفروضة على عملية التقديم نفسها. في الجزائر خصوصًا، حيث يوجد أعلى معدل رفض، يرجع هذا إلى عدد كبير من المتقدمين بسبب الروابط الثقافية واللغوية والعائلية مع فرنسا.
تعد شركة "VFS Global" الآن اللاعب الرئيسي في تسهيل عملية طلب التأشيرة بدلاً من النظام السابق الذي كان مثار انتقادات بسبب التلاعب والاحتكار في جدولة المواعيد. هذا النظام السابق كان يجبر المتقدمين على دفع مبالغ مالية باهظة للوسطاء من أجل حجز مواعيد لهم.
تاريخيًا، كانت قضية التأشيرات سببًا للتوترات السياسية بين الجزائر وفرنسا، ومن المقرر زيارة الرئيس الجزائري لفرنسا في العام الحالي، مما يعكس أهمية تسهيل العلاقات والتبادلات بين البلدين.
في الختام، تظل التحديات التي تواجه المتقدمين للحصول على التأشيرات إلى أوروبا مستمرة، مما يتطلب إصلاحات جذرية في النهج الحالي لتسهيل السفر القانوني وتعزيز التعاون الدولي.