خبير: توجه للاستثمار في الذهب في سوريا مع تراجع الطلب على العقارات

أكد رئيس جمعية الصاغة في ريف دمشق، رامز ميرزا، أن حركة تداولات الذهب من بيع وشراء منخفضة نسبياً، متوقعاً أن تتحسن خلال الصيف والمناسبات القادمة. وأشار إلى أن أغلب المشتريات حالياً تقتصر على خواتم الخطوبة والزواج، أو بيع قطع ذهبية للحاجة المادية. وأضاف أن الحركة طفيفة بشكل عام، وتختلف من محل لآخر، وتخف خلال فترات الامتحانات.

وأوضح ميرزا أن الجمعية لا تمتلك أرقاماً دقيقة للمبيعات أو كمية المشغولات المصنعة، لعدم وجود دمغة في الجمعية، والتي تقتصر على جمعيتي دمشق وحلب. وأكد أن 80% من ورشات التصنيع تتركز في الريف، وأن الذهب الخام غير متوفر محلياً ولا يتم استيراده، بل يعاد صياغة ما يتم شراؤه من الذهب المستعمل. ونفى وجود نقص في الذهب أو توقف بيع الليرات الذهبية، مشيراً إلى أن الدمغ يتم يومياً في جمعية دمشق.

استمرارية عمل الورشات

نفى ميرزا ما يتردد عن توقف بعض الورشات وإغلاق بعض محال الذهب بسبب الربط الإلكتروني المفروض عليها، مؤكداً أن العمل مستمر وأن النقاش مع مديرية الضرائب لم يصل إلى طريق مسدود.

الوضع الاقتصادي وتأثيره على الذهب

من جانبه، أوضح الخبير الاقتصادي الدكتور علي محمد أن الذهب يعد العملة الأساسية المخزنة للقيمة عالمياً، مشيراً إلى أن أسباباً متعددة تؤثر على أسعار الذهب منذ عام 2020، منها تصاعد الحرب في أوكرانيا وانخفاض الثقة ببعض العملات الورقية. وأضاف أن البنوك المركزية العالمية تتجه نحو شراء الذهب وتخزينه، مما يساهم في زيادة أسعاره عالمياً.

وأوضح محمد أن المستثمرين في سوريا يتوجهون نحو الذهب لحفظ قيمة مدخراتهم في ظل تراجع قيمة الليرة السورية، مشيراً إلى أن الاستثمار العقاري كان خياراً شعبياً لكن الطلب عليه انخفض بسبب ارتفاع تكلفته نتيجة التضخم.

مصادر التمويل

تساءل محمد عن مصادر تمويل شراء الذهب في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، مؤكداً عدم توفر أرقام حقيقية عن مقدار شراء الليرات الذهبية يومياً. وأوضح أن التحويلات المالية من الخارج تلعب دوراً مهماً في هذا السياق، حيث يقوم المغتربون بإرسال أموال يستخدم بعضها في شراء الذهب.

وأشار محمد إلى تأثير التوقعات الإعلامية لبعض العرافين بشأن انهيار العملات المستقبلية، مما يدفع بعض المواطنين للاستثمار في الذهب. وأضاف أن التوجه نحو الذهب يمكن تفسيره بالتحليلات الاقتصادية التي تثبت ارتفاع قيمته.

اختتم الدكتور علي محمد بالتأكيد على ضرورة إجراء دراسة منطقية عالمية لما يحدث بالعملات، مشيراً إلى أن العملات المسيطرة على سلة العملات، مثل الدولار، لم تُغطَ بأي شيء منذ عام 1971، مما يعزز أهمية الذهب كاستثمار آمن.