لأول مرة على أراضيها، نظمت المملكة العربية السعودية عرض أزياء خاص بملابس البحر ضمن فعاليات "أسبوع الموضة في البحر الأحمر".
بدأت مصممة الأزياء السعودية تيما عابد مسيرتها في وقت كانت فيه عروض الأزياء محظورة في بلادها، وكانت السياحة، باستثناء رحلات الحج والعمرة، شبه معدومة في المملكة.
لذا، فوجئت مثل الجميع برؤية عارضات الأزياء يعرضن مجموعتها الأخيرة من الأزياء الراقية على ممر رملي محاط بمياه البحر، يربط بين الفيلات المطلة على شاطئ البحر الأحمر التي يصل سعر الليلة فيها إلى نحو ألفي دولار.
هذا الحدث غير المسبوق في الدولة الخليجية المحافظة لفت انتباه العالم.
وفي السنوات الأخيرة، أطلقت السعودية إصلاحات مجتمعية بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، خففت من القيود المفروضة على النساء وأقامت فعاليات ترفيهية عديدة.
لطالما فرضت السعودية قواعد صارمة جداً على النساء، مثل حظر القيادة وفرض ارتداء العباءة والحجاب.
ورُفعت هذه القيود قبل بضع سنوات، لكن قانون الأحوال الشخصية الذي دخل حيز التنفيذ في 2022 لا يزال يتضمن أحكاماً يُنظر إليها على أنها تمييزية تجاه المرأة.
وقالت المصممة ياسمينة قنزل: "صحيح أن هذا البلد محافظ جداً، لكننا حاولنا إظهار ملابس سباحة أنيقة تمثل العالم العربي".
وأشاد المؤثر الفرنسي رافاييل سيماكورب، الذي حضر عرض الأزياء، بالحدث واصفاً إياه بأنه "نجاح كبير" للسعودية.
وأضاف: "إنها شجاعة كبيرة منهم أن ينظموا حدثاً كهذا، وأنا سعيد جداً لأنني حضرته".
أقيم عرض الأزياء يوم الجمعة (17 مايو 2024)، وكان خاصاً بملابس البحر، وهو حدث غير مسبوق في السعودية التي لم يكن يُسمح للنساء فيها بالخروج من منازلهن دون عباءاتهن السوداء.
وارتدت العارضات ملابس سباحة من تصميم المغربية ياسمينة قنزل، كشفت عن أذرعهن وأرجلهن، في العرض الذي نُظم قرب حوض سباحة.
وقالت قنزل لوكالة "فرانس برس": "عندما حضرنا إلى هنا، أدركنا أن عرض أزياء لملابس البحر في السعودية يمثل حدثاً تاريخياً".
أقيم العرض في اليوم الثاني من النسخة الأولى من "أسبوع الموضة في البحر الأحمر" في فندق فاخر على جزيرة أمهات الشيخ الواقعة قبالة الساحل الغربي للسعودية، والتي لا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق القوارب أو المركبات المائية.