بدء جني محصول البطاطا يخفّض الأسعار في الأسواق السورية

كتبت صحيفة البعث:

لا تزال أسعار البطاطا في الأسواق المحلية مرتفعة، حيث تصل اليوم إلى أكثر من 8 آلاف ليرة سورية. هذا الارتفاع الغامض يثير حيرة الجميع، وسط تبادل للاتهامات بين التجار، المزارعين، والجهات الحكومية. على الرغم من التصريحات السابقة التي أشارت إلى قرب انخفاض الأسعار، إلا أن الواقع لا يزال مختلفاً.

خلال جولة قامت بها "البعث" في سوق الزبلطاني بدمشق، أوضح عدد من تجار سوق الهال أن سبب ارتفاع أسعار البطاطا يعود إلى قلة الكميات المتاحة في الأسواق المحلية. وعلى الرغم من دخول العروة الربيعية في الإنتاج، إلا أن الكميات التي تدخل سوق الهال تبقى منخفضة مقارنة بالعام السابق. حتى البطاطا المصرية المستوردة لم تحقق حركة كبيرة في السوق. ويبدو أن نهاية موسم بطاطا البرادات، وحلول الإنتاج الربيعي، بالإضافة إلى وجود بطاطا معدة للتصدير، قد ساهم في رفع الأسعار جنباً إلى جنب مع الثوم.

بعض تجار الشقيعة في سوق الهال أشاروا إلى أن المستوردين قاموا باحتكار البطاطا المصرية في مخازنهم رغم سوء ظروف التخزين، حيث يطرحونها في الأسواق بكميات قليلة مستغلين حاجة السوق وشح البطاطا، منتظرين انتهاء إنتاج العروة الربيعية لبيعها بأسعار مرتفعة.

من جانبه، أكد عضو لجنة سوق الهال بدمشق، محمد العقاد، لـ"البعث" أن البدء بجني محصول البطاطا الربيعية سيساهم في تخفيض الأسعار قريباً. وأشار إلى أن البطاطا المصرية كانت مرتفعة السعر أصلاً قبل دخولها الأسواق المحلية نتيجة ارتفاع تكلفتها، والتي تتراوح بين 7 و8 آلاف ليرة سورية. كما أضاف أن كميات التصدير ليست كبيرة، إذ تقتصر على 3 برادات يومياً، مما يعني أنه لو كانت الكميات أكبر لارتفعت الأسعار بشكل أكبر.

من جهة أخرى، هناك انتقادات موجهة إلى السورية للتجارة لعدم تدخلها بالشكل المطلوب في الأسواق بطرح كميات وفيرة من البطاطا بأسعار مناسبة. واعتبر مراقبون أن دور السورية للتجارة لا يزال محدوداً، مطالبين بزيادة عدد صالاتها ومنافذ بيعها وتزويدها ببرادات لحفظ المواد الضرورية مثل الفروج والألبان والأجبان.

في المقابل، أكدت رنا جلول، مديرة فرع مؤسسة السورية للتجارة في دمشق، أن المؤسسة قامت بدورها باستجرار كميات كبيرة من البطاطا مباشرة من الفلاحين دون وسطاء، حيث تصل الكميات إلى نحو 50 طناً يومياً تُباع للمستهلك بسعر مخفض بنسبة 20% عن السوق.