سيـطـرة التجـار وانعـدام الرقـابة: واقع الأسواق والصرف في سوريا

في سوريا، يمارس التجار سيطرة كاملة على أسعار السلع وسوق الصرف، مستغلين الفجوة الحكومية والسيطرة الشبه مطلقة على السوق السوداء.

تشير صحيفة البعث إلى أن الاقتصاد السوري يختلف تمامًا عن النماذج العالمية، حيث يكون التاجر هو الذي يحدد أسعار السلع بحسب رغبته، سواءً برفعها أو خفضها، وهو ما يؤثر بشكل كبير على معيشة الناس.

بحسب الخبير الاقتصادي عبد الرزاق حبزة، فإن ارتفاع سعر الصرف يؤدي إلى زيادة في أسعار السلع، حيث يقوم التجار بزيادة أسعار السلع الأساسية مثل الزيت والبن والشاي.

وبالرغم من انخفاض سعر الصرف في بعض الأحيان، إلا أن التجار لا يقومون بخفض الأسعار على النحو المتوقع، مما يجعل الناس يعانون من تضخم مستمر وارتفاع تكاليف المعيشة.

ويُشير حبزة إلى غياب قانون اقتصادي ينظم السوق، ما يسمح للتجار بالتلاعب بالأسعار دون رقابة، مما يخلق خللاً كبيرًا في الواقع الاقتصادي للبلاد.

وليس ذلك فحسب، بل يؤثر ارتفاع سعر الصرف أيضًا على قطاع الخدمات، حيث يتم تسعير الخدمات بالدولار دون مراعاة للقيمة الحقيقية للعملة المحلية، مما يجعل الخدمات الأساسية كالطب والتعليم تكلفة باهظة تحملها الطبقة الفقيرة بشكل خاص.

بشكل عام، فإن هذه الوضعية تعكس واقعًا مريرًا للمواطن السوري الذي يعاني من ارتفاع تكاليف المعيشة وصعوبة الوصول إلى الخدمات الأساسية، وتتطلب تدخلًا حكوميًا فعالًا لوضع حد لاحتكار التجار وتحسين الظروف الاقتصادية للمواطنين.