زلزال تركيا الذي وقع في عام 2023 لم يكن مجرد اختبار للبنية التحتية فحسب، بل كانت لحظة اختبار حقيقية لنظام الصحة التركي. قامت وزارة الصحة التركية بجهود هائلة للتعامل مع الكارثة، والتي يمكن قياسها بالأرقام الضخمة والتحديات التي تم التغلب عليها.
في هذا السياق، استخدمت وزارة الصحة التركية 138,190 شخصًا من مختلف الخدمات الطبية والإنقاذ، حيث شملت هذه الكوادر الأطباء وعناصر الإنقاذ والممرضين والموظفين الصحيين. كانت هذه القوة البشرية جزءًا أساسيًا من التحدي الذي تواجهه البلاد.
وفي سبيل تقديم الرعاية الفورية، تم تسخير 1,810 سيارة إسعاف و245 سيارة تابعة لفريق الإنقاذ الطبي الوطني (UMKE)، ولضمان وصول الرعاية الطبية إلى المناطق المنكوبة، تم استخدام 16 طائرة إسعاف. هذه الأرقام لا تمثل فقط عدد الوسائل التي تم استخدامها، بل تعكس قوة الاستجابة والتنظيم للوزارة.
ركزت وزارة الصحة أيضًا على عملية إجلاء المرضى، حيث تم نقل 51,665 مريضًا ومصابًا من مناطق الزلزال باستخدام سيارات الإسعاف، الطائرات، والسفن. كان هذا إنجازًا هائلًا وتحدًا للتنظيم والتخطيط، وأظهرت هذه العملية القدرة على التعامل مع الحالات الطارئة بكفاءة.
تمثل المشافي الميدانية جزءًا آخر من الجهود الطبية، حيث تم إقامتها في المناطق المنكوبة لتقديم الخدمات الصحية والطبية للمنكوبين والمرضى. بالإضافة إلى ذلك، باشرت الوزارة في تشييد مستشفيات جديدة لتحل محل تلك المهدمة بسبب الزلزال، مما يعكس التزامًا حقيقيًا بتقديم الرعاية الصحية المستدامة.
على سبيل المثال، تم افتتاح العديد من المشافي في ولاية هطاي، التي كانت من بين الأكثر تضررًا من الكارثة. ومن المتوقع أن يتم افتتاح 3 مشافي حكومية جديدة خلال الأشهر المقبلة، مما يعكس التزام الحكومة بتعزيز القدرات الطبية في المناطق المتضررة.
باختصار، كانت جهود وزارة الصحة التركية بعد زلزال تركيا 2023 استثنائية وشاملة، وقدمت نموذجًا للتعامل الفعّال مع الكوارث الطبيعية وتقديم الرعاية الصحية في ظروف الطوارئ.
تابعوا آخر أخبار وكالة السوري الإخبارية عبر Google News