في تطور ملفت للنظر، أظهرت دراسة جديدة نشرت في مجلة "ذا لانسيت" الطبية أن علاجًا جينيًا تجريبيًا، تعمل على تطويره شركة صينية بارزة باسم "ريفريشجين ثيرابيوتكس"، نجح في إعادة السمع إلى خمسة من بين ستة أطفال يعانون من صمم حاد.
الدراسة تركزت على الأطفال الذين يعانون من صمم حاد ناتج عن طفرات في جين أو.تي.أو.أف (أوتوفيرلين)، الذي يلعب دورًا أساسيًا في نقل الإشارات الصوتية من الأذن إلى الدماغ. وفي خطوة مبتكرة، استخدم الباحثون تدخلات جراحية أجريت في مستشفى العيون والأنف والأذن والحنجرة بجامعة "فودان"، حيث نقلوا نسخة من الجين البشري إلى الأذن الداخلية باستخدام فيروس غير ضار.
بعد 26 أسبوعًا، لوحظ تحسن واضح في حاسة السمع لدى خمسة من الأطفال، إلى جانب تحسن ملحوظ في قدرتهم على التعرف على الكلام والمشاركة في المحادثات. ورغم وجود بعض الأعراض الجانبية الطفيفة، لم تكن لها تأثير طويل المدى.
هذا الإنجاز يأتي في إطار جهود مستمرة لإيجاد حلاً لفقدان السمع الناجم عن تحوّرات جينية. في مستشفى فيلادلفيا للأطفال (CHOP)، تمكن صبي يبلغ من العمر 11 عامًا، يعاني من صمم شديد بسبب تحوّر جين نادر، من السماع "للمرة الأولى في حياته" بعد خضوعه للعلاج الجيني الجديد. هذا الإنجاز يعزز الأمل للمرضى الآخرين الذين يواجهون تحوّرات جينية مماثلة.
تعليقًا على النتائج، أكد جون جيرميلر، مدير الأبحاث السريرية في قسم طب الأنف والأذن والحنجرة في المستشفى، أن "العلاج الجيني لفقدان السمع يمثل هدفًا حققناه أخيرًا"، مشيرًا إلى أن هذه التجارب قد تمهد الطريق للتطبيق المستقبلي لأكثر من 150 جينًا آخر يمكن أن يسببوا فقدان السمع لدى الأطفال.
هذا الاكتشاف يعزز الأمل في مجال العلاج الجيني ويفتح أفقًا جديدًا للأطفال الذين يعانون من صمم ناجم عن تحوّرات جينية، ويبرز أهمية البحوث المستمرة في هذا المجال لتوفير فرص جديدة للحياة الطبيعية للمرضى.