في تطور مفاجئ، عاد سعر الدولار في السوق السوداء ليشهد ارتفاعًا ملحوظًا بعد هبوطه السابق، وسط تداولات متقلبة في المشهد المصري للعملات. وفقًا لمراقبين تحدثوا مع "مصراوي"، يُرجع هذا الارتفاع إلى استمرار نقص المعروض من النقد الأجنبي وتزايد الطلب على شرائه.
يظهر سعر الدولار في السوق السوداء ارتفاعًا إلى ما بين 60 و61 جنيهًا خلال تعاملات اليوم، مقارنة بنحو 59 جنيهًا يوم السبت السابق. هذا الارتفاع يُلقي الضوء على استمرار التحديات التي تواجه مصر، حيث يزيد تأثير الفجوة الكبيرة بين السعرين في السوق الرسمية والسوق الموازية عن 100%.
في سياق هذا التذبذب، سجل الدولار قفزات متتالية بالسوق السوداء خلال الأسبوع الماضي، حيث ارتفع بنحو 9 جنيهات دفعة واحدة ليقترب من 65 جنيهًا بنهاية الجمعة الماضية، ليهبط بشكل مفاجئ إلى 59 جنيهًا يوم السبت ثم يُسجل ارتفاعًا من جديد خلال الأيام الأخيرة.
تعتبر مصر في مواجهة أزمة نقص النقد الأجنبي، حيث يعزو الخبراء والمصرفيون هذا الارتفاع في سعر الدولار بالسوق السوداء إلى مبالغة وغير واقعية، ناتجة عن زيادة المضاربات وشح العملة في السوق. ويُشيرون إلى تفضيل بعض المتداولين الاحتفاظ بالعملة كإجراء احترازي لمراقبة تطورات السعر.
تتزايد التحديات بسبب انخراط السوق السوداء وتراكم قوائم الانتظار لتمويل الاعتمادات المستندية في البنوك. يأتي هذا في أعقاب خروج استثمارات أجنبية غير مباشرة بقيمة 22 مليار دولار خلال النصف الأول من العام قبل الماضي، مما يعزز الحاجة إلى استراتيجيات فعالة لتعزيز استقرار السوق المالية المصرية.
في النهاية، يتسائل الكثيرون عن السيناريوهات المستقبلية لتحسين وضع النقد الأجنبي وتخفيف تأثير التذبذب في سعر الدولار. قد تتطلب الحلول التنظيمية والاقتصادية التدابير الجادة لتعزيز الثقة في السوق المصرية وتحفيز تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة لتحقيق استقرار اقتصادي مستدام.