شهدت ألمانيا يوم السبت مظاهرات حاشدة، حيث احتشد نحو ربع مليون شخص للتعبير عن احتجاجهم على مبادرات ترحيل المهاجرين. تأتي هذه الاحتجاجات في أعقاب تقرير صادم نشره موقع كوريكتيف للصحافة الاستقصائية، كشف عن اجتماع سري جمع سياسيين من اليمين المتطرف وأعضاء من حزب البديل من أجل ألمانيا، مع ذكرى حضور أعضاء من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي.
تركزت المناقشات في هذا الاجتماع على عمليات ترحيل المهاجرين، مما أثار موجة من المظاهرات الاحتجاجية في عدة مدن ألمانية، بدءًا من برلين وصولاً إلى كولونيا وهامبورغ. أعرب المتظاهرون عن صدمتهم وقلقهم إزاء هذه الخطط، مع تنامي نفوذ حزب البديل من أجل ألمانيا.
قادة المظاهرات أكدوا التمسك بقيم الديمقراطية، وقال عمدة هامبورغ: "نحن متحدون ومصممون على عدم تعريض بلدنا وديمقراطيتنا للدمار". تعتبر هذه المظاهرات استجابة لمخاوف الكثيرين من تصاعد نفوذ حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي يسعى لتحقيق نجاحات في الانتخابات المقبلة.
من جهة أخرى، حاول حزب البديل من أجل ألمانيا نفي دوره في هذا الاجتماع، معتبرًا التقرير محاولة لتشويه سمعته. أشاد المستشار الألماني بالمتظاهرين، محذرًا من خطورة أي "خطة ترحيل" على الديمقراطية.
تأتي هذه الأحداث في سياق ارتفاع شعبية حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي حل ثانيًا في استطلاعات الرأي، مع تزايد عدم الرضا بين الناخبين تجاه أداء الحكومة، خاصة فيما يتعلق بالقضايا المتعلقة بتكلفة المعيشة وتدفق المهاجرين.
وفي ظل هذا السياق، يتجه حزب البديل من أجل ألمانيا نحو تحقيق انتصارات كبيرة في الانتخابات المقبلة، مما يجعل فرض حظر عليه يثير مخاطر سياسية وقضائية. تبقى ألمانيا في حالة توتر، حيث يتلاقى صراع الرأي حول مستقبل الهجرة والتحولات السياسية في البلاد.