تعيش قطاع غزة حالة إنسانية مأساوية تتسارع يوماً بعد يوم، حيث تستمر القيود الإسرائيلية الشديدة في عرقلة دخول قوافل المساعدات إلى هذا القطاع المحاصر. على الرغم من تحذيرات الأمم المتحدة من اقتراب مجاعة، تظل عمليات التفتيش الإسرائيلية طويلة ومرهقة، مما يؤثر بشكل كبير على تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية.
وفقًا لبرنامج الأغذية العالمي، يواجه 93% من سكان غزة مستويات جوع تصل إلى حد الأزمة، مما يؤدي إلى انتشار سريع للأمراض. وفي ظل هذا الوضع الصعب، تستمر القيود الإسرائيلية في تعقيد عملية نقل المساعدات، حيث يتطلب نقل البضائع من الشاحنات المصرية في معبر رفح إلى شاحنات فلسطينية تعاني نقص الوقود عمليات تستغرق أيامًا.
رغم تكرار تصريحات المسؤولين الأمريكيين بشأن عدم وجود أدلة على استيلاء حركة "حماس" على المساعدات، إلا أن إسرائيل تظل تستند إلى حجج تمنع دخول الوقود والعناصر الأساسية ضمن المساعدات. هذا يعني أن المساعدات الحيوية لا تصل إلى الأشخاص الذين يعيشون تحت وطأة الاعتداء المتكرر.
وفي تصريح للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، وصف الوضع بأنه يتجاوز الكلمات، حيث لا يوجد مكان أمن ولا شخص آمن. تقول منظمة الصحة العالمية إن عدد الضحايا المحتملين جراء المرض والمجاعة في الأشهر المقبلة قد يتجاوز عدد الذين قتلوا في الحرب، والذي يبلغ أكثر من 24 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال.
وتُلقي اللوم على عوامل تحت سيطرة إسرائيل، حيث تعتبر عمليات التفتيش الإسرائيلية طويلة وغير فعالة، وتكون هناك نقص في الشاحنات والوقود داخل غزة، مما يعيق عمليات توزيع المساعدات. الوكالات الإغاثية تشير إلى أن آليات حماية العاملين في المجال الإنساني لا يمكن الاعتماد عليها، مع استمرار العقبات في الوصول إلى مناطق محظورة وتعقيد العمل بسبب انقطاع الاتصالات.