يكشف تحقيق أجراه مكتب المدعي العام في بوتنزا جنوب إيطاليا عن واقع مروع داخل مركز "بلازو سان جيرفاسيو" الذي شهد انتهاكات جسيمة ضد المهاجرين قبل إغلاقه. يتناول هذا المقال تفاصيل التحقيق والانتهاكات التي كانت تطال المهاجرين في هذا المركز.
وفقًا لتقرير التحقيق، كان المهاجرون في مركز "بلازو سان جيرفاسيو" يتعرضون لإكراهات شديدة، حيث كانوا مجبرين على تناول أدوية مخدرة دون موافقتهم أو علمهم. تبرز حجة "السيطرة على النظام العام" كذريعة لفرض هذه الأدوية، بالإضافة إلى ممارسة العنف الجسدي ضد المهاجرين، سواء بالضرب أو حقنهم بالأدوية.
كما كشف التحقيق عن إدمان المهاجرين على العقاقير، حيث تم استخدام عقار "ريفوتريل" بشكل واسع، ورصدت حالات إدمان تستمر حتى بعد خروج المهاجرين من المركز. هذا الإدمان لا يعتبر فقط انتهاكًا لحقوق الإنسان، بل يشكل أيضًا خطرًا حقيقيًا على صحة المهاجرين.
تشير الأدلة إلى تقصير الشركة "إنجل" المسؤولة عن إدارة المركز، حيث تعهدت بتوفير خدمات صحية ولغوية وقانونية، ولكنها لم تنفذ ذلك بشكل كاف. عدم توفير المرفق الطبي بالأدوات الضرورية ونقص الخدمات الصحية واللغوية والقانونية يبرزان تقصير الإدارة في حماية حقوق المهاجرين.
يطرح هذا التحقيق قضية خطيرة تتعلق بحقوق الإنسان ومعاملة المهاجرين في إيطاليا، مما يستدعي مراجعة شاملة للسياسات والممارسات التي تتعلق بمراكز الاحتجاز الإداري. إن تحقيق العدالة وضمان حقوق المهاجرين يشكل تحديًا ملحًا يجب مواجهته بقوة.