تعيش أسواق الذهب حالة من الترقب في عام 2024، حيث يتوقع خبراء مؤسسة الأبحاث (BCA Research) ارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية تصل إلى 2200 دولار للأونصة. على الرغم من استمرار تذبذب السوق حول مستوى 2000 دولار، يُشير تحليلهم إلى أن الذهب ما زال يحتفظ بمكانته كأداة تحوط أساسية ضد التضخم والمخاطر المالية.
في سياق التوقعات الاقتصادية، تركز المؤسسة على عدة عوامل تدعم ارتفاع أسعار الذهب. أحد هذه العوامل هو توقع انخفاض ضغوط التضخم، مما يعزز الاستهلاك الحقيقي ويدعم النشاط الاقتصادي. يتوقع المحللون زيادة في قوة الشراء للأسر نتيجة لارتفاع الأجور بعد أزمـة الوبـاء.
ورغم التوقعات بانخفاض التضخم، تظل المؤسسة متفائلة بجاذبية الذهب كوسيلة تحوط ضد التضخم على المدى الطويل، حتى في ظل عدم احتمالية وصول التضخم إلى هدف البنك المركزي البالغ 2%. يسهم في هذا التفاؤل أيضًا تزايد الديون الحكومية وعدم اليقين الجيوسياسي، وتغيرات اتجاهات العولمة، والتي يرونها المحللون كداعم للتضخم على المدى الطويل.
من الناحية الجيوسياسية، يتوقع المحللون استمرار حالة عدم اليقين في مناطق متعددة، مما يجعل الذهب ملجأًا آمنًا حتى عام 2024. يربطون هذا بالتحول نحو الطاقة الخضراء والسباق العالمي لتأمين المواد الخام، مما يزيد من التوترات الجيوسياسية.
وفي هذا السياق، تشير المؤسسة إلى استمرار التوترات في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية وبحر الصين الشرقي والجنوبي، مع توقع زيادتها، وهو ما يمثل خطرًا تضخميًا بالإضافة إلى احتمالات تصاعد الاشتباكات.
العامل الأخير الذي يدعم أسعار الذهب هو استمرار الطلب القوي من البنوك المركزية، حيث يعتبر الذهب ملاذًا آمنًا في ظل زيادة التوترات الجيوسياسية وتحولات في نظام التجارة العالمي.
بشكل مجمع، تظل توقعات ارتفاع أسعار الذهب في 2024 تعكس تعقيدات اقتصادية وجيوسياسية، حيث يستند الاستمرار في جاذبية الذهب إلى تباين الظروف العالمية وتحولات في الأوضاع الاقتصادية والسياسية.