في طرطوس، وعلى شاطئ البصيرة، أعاد الطبيعة إلينا مفاجأة جميلة بعد غياب استمر نحو 4 سنوات، حيث تم رصد ظهور كائن بحري فريد يعرف باسم "الزر الأزرق". هذا الكائن البحري أثار إعجاب الكثيرين الذين وثقوا لحظاته الجميلة عبر عدسات هواتفهم المحمولة.
وفيما يتعلق بهذا الكائن البحري، أشار الدكتور سامر ماميش، الخبير في البيولوجيا البحرية، إلى أن الزر الأزرق يعتبر نوعًا من أنواع قنديل البحر، ينتمي إلى صف الهيدريات Hydrozoa، ويُعرف علميًا بالنوع Porpita Linnaeus 1758. يتميز هذا الكائن بمظهره الجميل والشكل الدائري، حيث يظهر كمستعمرة هيدرية عائمة زرقاء داكنة.
قطر المستعمرة يصل إلى حوالي 3 سم، وتتألف من هيكل كيتيني داخلي صلب باللون الأزرق المائل إلى البني الذهبي. وفي الجهة الداخلية من المستعمرة، يمتلك بوليب معدي مركزي كبير ينتهي بالفم، الذي يستخدم للتغذية وطرح الفضلات.
وفيما يتعلق بموطنه، يعيش الزر الأزرق في المياه الدافئة المدارية وشبه المدارية، حيث يتجمع بكثافة في تجمعات كبيرة قبالة السواحل. تتحكم الرياح والتيارات البحرية في حركته، وقد ينجرف نحو الشاطئ خلال العواصف.
ماميش أوضح أن الزر الأزرق شوهد بغزارة في 23 آذار 2019 عندما جرفته التيارات البحرية إلى الشاطئ الجنوبي لمدينة اللاذقية بعد عاصفة شديدة. يُشير إلى أنه تم رصد هذا النوع لأول مرة في الساحل السوري، وأصبح جزءًا من التنوع البيئي بعد أن تم تسجيله في الحوض الغربي للبحر المتوسط في 2004 وفي الحوض الشرقي في السواحل التركية.
وعلى الرغم من أن الأسباب التي أدت إلى ظهور هذا النوع في الساحل السوري غير معروفة بعد، يُظهر الانتشار الواسع له أن عوامل الطقس والتيارات السطحية ربما تكون لها الدور الرئيسي في تحديد موقعه على الشاطئ.
وفيما يتعلق بتأثير هذا الكائن على الإنسان، يؤكد ماميش أنه ضعيف اللسع والسمية، لذا لا يشكل خطرًا على الصحة. ومع ذلك، ينصح بعدم لمسه لتجنب حدوث تحسس للجلد عند بعض الأشخاص.
بهذا يعتبر ظهور كائن الزر الأزرق في شواطئ طرطوس حدثًا فريدًا يلهم الفضول والاهتمام بتنوع الكائنات البحرية وأثرها على البيئة المحيطة.