هجرة ولجوء

فقدان عشرات السوريين في حادثة بحرية مأساوية

فقدان عشرات السوريين في حادثة بحرية مأساوية


في حادثة تثير الرعب والقلق، أعلن مركز حقوقي لبناني عن فقدان العشرات، أغلبهم من السوريين، الذين كانوا على متن قارب متجه إلى جزيرة قبرص في منتصف الشهر الماضي. يطالب رئيس مركز سيدار للدراسات القانونية بالتحرك الفوري من قبل السلطات المحلية والتعامل الدبلوماسي لكشف غموض هذه الحادثة الغامضة.


القارب انطلق من شاطئ طرابلس شمالي لبنان قبل حوالي أسبوعين، حاملاً على متنه 85 شخصاً، من بينهم 35 طفلاً. ومنذ ذلك الحين، لا توجد أي أثر للركاب، وكأن البحر انشق وابتلعهم، تاركاً خلفه القلق والارتباك بين أهالي المفقودين.


رئيس المركز، المحامي محمد صبلوح، أكد أن القارب انطلق في وقت متزامن مع ثلاثة مراكب أخرى نجحت في الوصول إلى الساحل القبرصي. لكن قارب اللجوء المفقود أثار التساؤلات حيث فقدت عنه أي أخبار بعد انطلاقه.


تم إعلام المحامي صبلوح بالحادث عبر منظمة "هاتف الإنذار"، والتي أشارت إلى احتمال وصول القارب إلى قبرص. ورغم التواصل مع الأمم المتحدة، لا تزال الإجابات غير واضحة، مما يزيد من حجم القلق وعدم اليقين بين أهالي المفقودين.


يعيش أهالي المفقودين في حالة من الارتباك والرعب، حيث استمرت مكالماتهم مع أبنائهم لفترة قصيرة بعد انطلاق الرحلة، ثم انقطعت تماماً بعد إرسال مقطع فيديو عبر الإنترنت. وفي محاولة للتواصل معهم، يصف رئيس المركز حالة الأهالي بأنها لا تُعبّر عنها الكلمات.


"لا كلمات يمكنها التعبير عن حال أهالي المفقودين، فهم يعيشون حالة من القلق والرعب على أبنائهم، لاسيما في ظل عدم تمكّنهم من معرفة أي معلومة عنهم.. وكأن البحر انشق وابتلع المركب"، يقول صبلوح.


مع تزايد القلق، يعتزم المحامي صبلوح التقدم بشكوى أمام النيابة العامة التمييزية لاعتبار الركاب مفقودين، وذلك لتسهيل عملية البحث من خلال الحصول على بياناتهم ومواقعهم الأخيرة. سيتقدم أيضًا بكتاب أمام وزارة الخارجية للمطالبة باتخاذ الإجراءات الدبلوماسية الضرورية للتعامل مع الدول المحيطة بلبنان والتحقق من وجود الركاب على أراضيها.


في ختامه، يناشد صبلوح السلطات اللبنانية أداء واجبها بفتح تحقيق فوري في هذه الحادثة الغامضة، معتبرًا أنه "من غير المنطقي اختفاء 85 شخصاً من دون أن يحرّك أي من المسؤولين ساكناً ويفتح تحقيقاً لتقصي المعلومات عنهم". وبينما يعيش ذوو الأمل المفقودين في حالة من عدم اليقين، يظلون يأملون في أن يكونوا أحياء، وذلك رغم تزايد مخاوفهم وسط غموض يكتنف مصير أحبائهم في أعماق البحر.

google-news تابعوا آخر أخبار وكالة السوري الإخبارية عبر Google News

مقالات متعلقة