بعد فترة استمرت أربع سنوات من الترميم والعرض في متحف عمان، يعود مخطوط نادر إلى وطنه في سوريا، محملاً بقصة تاريخية ورحلة طويلة. تعتبر هذه القطعة الثمينة بعنوان "الفوائد في علم البحر والقواعد"، التي كتبها أحمد بن ماجد السعدي في القرنين العاشر والحادي عشر الهجري، مخطوطاً يعود للفترة الذهبية للثقافة العربية والإسلامية.
قدمت سلطنة عمان يد العون لهذا المخطوط النادر، إذ تمت إعارته للترميم والعرض في متحفها الوطني في مسقط بناءً على طلب منهم. كانت هذه الخطوة الإنسانية تعكس التزام الحفاظ على التراث الثقافي وتشجيع على التبادل الثقافي بين الدول.
وفي رحلة ترميم استمرت لأربع سنوات، قدّم الأشقاء في سلطنة عمان جهوداً كبيرة لإعادة إحياء هذا الكنز الثقافي. وكانت فترة الإعارة قد تمتدت لتمكين أكبر عدد ممكن من الزوار والمواطنين العمانيين من التمتع بالتاريخ والثقافة المتجسدة في هذا المخطوط الفريد.
وفي نهاية فترة الإعارة، يحتفل مكتب الأسد الوطنية في دمشق بعودة هذا الكنز إلى موطنه، حيث يعد جزءاً لا يتجزأ من مكتبة الأسد الوطنية. وأكد مدير المكتب، فادي غانم، أن الترميم كان ضرورياً لهذا المخطوط الذي يعتبر كنزاً نادراً، وأن الجهود التي بذلها الفريق في سلطنة عمان أسهمت بشكل كبير في إعادة إحياءه.
بهذا يكتمل دور متحف عمان الوطني كوسيط للتواصل الثقافي والحفاظ على التراث، حيث ساهم في إبراز هذا المخطوط النادر وتقديمه للجمهور. إن عودة المخطوط إلى مكتبة الأسد الوطنية تمثل لحظة فارقة في مسيرة الحفاظ على التراث الثقافي، حيث يتاح للمواطنين والباحثين فرصة استكشاف وفهم هذا الإرث الثقافي الغني والفريد في تاريخ المنطقة.