في عام 2023، شهدت قيمة الليرة السورية تراجعًا غير مسبوق أمام الدولار الأمريكي، حيث وصلت نسبته إلى 113.5% على أساس سنوي. هذا التراجع يُعد الأكبر في تاريخ الليرة، وتجلى بشكل واضح في الأشهر الستة الأخيرة من العام.
في يوليو، سُجل أكبر تغيير شهري في قيمة الليرة، حيث انخفضت بنسبة تجاوزت 37%. تراجعت من 9025 ليرة سورية في بداية الشهر إلى 12400 ليرة بنهايةه. في 23 ديسمبر، وصل سعر الدولار إلى 14200 ليرة، مقارنة بـ 6650 ليرة في أول يوم من العام.
تأثير هذا التدهور بلغ 113.5% خلال عام واحد، وكان واضحًا على حياة السكان في المناطق التي تعتمد الليرة. ارتفاع أسعار السلع الأساسية والمواد اليومية تسبب في زيادة تكاليف المعيشة، مما أدى إلى تحديات كبيرة.
تتسارع هذه التحولات مع تأثيراتها على الحياة اليومية للمقيمين، حيث ارتفعت تكاليف المعيشة إلى أكثر من 10.3 مليون ليرة سورية، وارتفع الحد الأدنى للرواتب إلى حوالي 13.3 دولار أمريكي.
تظهر الأرقام الرسمية تراجعًا أكبر، حيث انخفضت قيمة الليرة بنسبة 180.8% في النشرات الرسمية الصادرة عن مصرف سوريا المركزي. بالإضافة إلى ذلك، تأثرت حوالات السوريين في الخارج بتدهور الاقتصاد، مما أدى إلى تقليل قيمة الحوالات التي يرسلونها لأسرهم.
محمد العبد الله، الباحث الاقتصادي في "عمران للدراسات الاستراتيجية"، يشير إلى تدهور واضح في الاقتصاد السوري، حيث لا تلبي الأجور احتياجات المواطنين. ورغم زيادة الرواتب، فإن تأثيرها يظل محدودًا أمام ارتفاع التضخم وتراجع قيمة الليرة.
تبقى الوضعية الاقتصادية غير متوقعة، وسط تحديات كبيرة تواجه الحكومة لتحسين الأوضاع الاقتصادية وتلبية احتياجات المواطنين.