تعيش دمشق حالة من التحديات الصحية والاجتماعية المتزايدة، حيث تتفاقم ظاهرة إدمان الأطفال على مادة "الشعلة" ومواد أخرى، مما يثير قلقاً بشأن الصحة العامة ومستقبل الأطفال. يتضمن هذا الإدمان استنشاق مواد كالبنزين والطلاء، مما يسفر عن حالات إغماء وآثار صحية خطيرة.
حذرت طبيبة الأطفال في مشفى المجتهد بدمشق، هيا جندلي، من تداول مواد تحتوي على نسبة عالية من الرصاص، مما يؤدي إلى إعاقة ذهنية وتأثيرات خطيرة على التطور الدماغي للأطفال. مادة "الشعلة" تحتوي على مركبات ضارة مثل التولوين، التي تعد أحد أسباب الأمراض الصحية المستقبلية.
تعتبر هذه الظاهرة مشكلة طويلة الأمد في دمشق، حيث تتفاقم مع زيادة حالات الفوضى والبطالة، مما يؤثر سلباً على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية. يستخدم بعض الأطفال البنزين كبديل للمخدرات، مما يعرضهم لمخاطر صحية جسيمة ويهدد مستقبلهم.
أكدت الاختصاصية بأمراض الأطفال، د. هويدا أحمد، أن رائحة البنزين تؤثر على صحة الدماغ، وتحذر من آثارها الجسدية الخطيرة. تعرضت العديد من الأطفال لمشاكل صحية خطيرة، بدءًا من صعوبات التنفس إلى فقدان البصر وآلام في البطن.
من الضروري اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة هذا التحدي الصحي والاجتماعي، من خلال تعزيز التوعية وتقديم الدعم للأطفال المتأثرين وعائلاتهم. كما يتطلب ذلك تعاوناً فعّالاً بين الجهات الصحية والمؤسسات الاجتماعية لوضع استراتيجيات فعّالة للحد من انتشار هذه الظاهرة الخطيرة وحماية صحة ومستقبل الأجيال الصاعدة.