تأثير الاحترار المناخي على جفاف العراق وسوريا وإيران يتسارع، حيث أظهرت دراسة شبكة "وورلد ويذر أتريبيوشن" أن ارتفاع درجات الحرارة قد زاد من احتمالية الجفاف بشكل كبير، خاصة في سوريا والعراق بنسبة 25 مرة، وإيران بنسبة 16 مرة. النزاعات وعدم الاستقرار السياسي أيضًا يلعبان دورًا في تفاقم الوضع، مما أدى إلى كارثة إنسانية.
تتسارع التحذيرات من أن فترات الجفاف قد تصبح أمرا اعتياديا في ظل الظروف الحالية، مما يهدد بتكرارها على الأقل مرة في كل عقد. الخبراء يوضحون أن الجفاف لم يكن ليحدث لولا التأثير البشري الناجم عن حرق الوقود الأحفوري.
تشير الدراسة إلى أن التغير المناخي زاد من حدة الجفاف، وإذا كانت حرارة العالم أقل بمقدار 1.2 درجة مئوية، لم يكن للجفاف هذا الوضع الحاد. علماء المناخ يحذرون من أن الاحترار المستمر قد يجعل فترات الجفاف أكثر انتشارا، مما يتطلب التحول السريع من الاعتماد على الوقود الأحفوري.
تتسبب الأوضاع الراهنة في تداعيات خطيرة على الإمدادات المائية، حيث يشير الخبراء إلى أن فقدان الأمطار وارتفاع درجات الحرارة يؤديان إلى جفاف يؤثر بشكل كبير على إمكانية الحصول على المياه للزراعة. خلال مؤتمر صحافي، دعا عالم المناخ الى إدارة أفضل للموارد لمواجهة التحديات المتزايدة.
تتسارع تأثيرات هذا الجفاف على الإنسان والبيئة، حيث يتجلى ذلك في انخفاض إنتاج الزراعة وتأثيرات سلبية على الصيد. كما يتسبب الجفاف في نزوح السكان، حيث نازحون بسبب نقص المياه في سوريا وتصاعد التوترات في إيران.
في النهاية، يحذر الخبراء من أن فرضية حدوث فترات الجفاف قد تزداد تعقيدًا في حال استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية، مما يبرز ضرورة التحول إلى مصادر طاقة نظيفة للمساهمة في مكافحة التغير المناخي وتقليل تأثيراته المدمرة.