تتجه الفتيات نحو عدم انتظار "فارس الأحلام"، بينما يُلاحظ انخفاض إقبال الشباب على الزواج في سورية. هناك عوامل متعددة تسهم في هذا الاتجاه، حيث تأتي حرية الشخصية وتحقيق الأهداف الشخصية في المقدمة، ولكن العوامل الاقتصادية تلعب دورًا حاسمًا. إذ تصاحب الصعوبات في توفير تكاليف الزواج وارتفاع تكلفة المهور وتحديات الإسكان هذا الاتجاه. بالإضافة إلى ذلك، لا يمكن تجاهل تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على تلك القرارات.
شارك شاب يُدعى أحمد إبراهيم تجربته حيث أشار إلى أنه بالرغم من تخرجه منذ أكثر من 7 سنوات في تخصص التجارة والاقتصاد، إلا أنه لا يزال غير قادر على شراء منزل أو حتى استئجار منزل يناسب دخله. تحتاج الزواج إلى موارد مالية ضخمة لا يمكن للكثيرين توفيرها، مما يجبر الكثيرون على تأجيل خطط الزواج.
نورا علي، مهندسة معمارية تملك مكتبًا هندسيًا في مدينة طرطوس، أوضحت أنها اختارت تأجيل فكرة الزواج في الوقت الحالي. تسعى نورا لتطوير مشروعها الخاص وإنشاء شركة هندسية متميزة تساهم في تعزيز مكانتها المالية. تعزو هذا القرار إلى صعوبة توفير الشباب لمتطلبات الزواج.
الدكتور جبران عاقل، اختصاصي إرشاد نفسي في جامعة طرطوس، ألقى الضوء على الأسباب النفسية والاجتماعية لهذا الاتجاه. أشار إلى أن الدخل المنخفض وعدم الاستقرار المالي والعقبات الاجتماعية تلعب دورًا رئيسيًا في تفضيل الشباب تأجيل الزواج. كما أن ارتفاع قيمة المهور تزيد من تحديات الشباب المرتبطة بالزواج.
تواجه المجتمعات تحديًا حقيقيًا في التعامل مع هذا الاتجاه المتزايد نحو عدم الزواج. تقليل تكلفة الزواج والمهور، ودعم الشباب في تحقيق أهدافهم المهنية والمالية، وتعزيز الوعي حول أهمية الزواج في بناء المجتمع يمكن أن تكون خطوات إيجابية في هذا السياق.
آخر إحصائية للشؤون الاجتماعية تشير إلى أن نسبة العنوسة في سورية تتراوح بين 65% و70%، وتعزى هذه الأرقام إلى عدة عوامل، بما في ذلك الوفيات الناجمة عن الحرب وهجرة الشباب إلى خارج البلاد.