تفتح الصور الملتقطة باستخدام الأقمار الصناعية نافذة جديدة على تاريخ الإمبراطورية الرومانية القديمة، حيث كشفت هذه التقنية الحديثة عن وجود مئات من الحصون الرومانية في مناطق سوريا والعراق. يُعتقد أن هذا الاكتشاف سيسهم بشكل كبير في فهم أكثر عمقًا للإمبراطورية الرومانية ودورها في المنطقة.
موقع "فيز دوت أورغ" نشر تقريرًا مذهلاً حيث أكد أن الأقمار الصناعية كشفت عن 396 حصنًا رومانيًا لم يتم اكتشافها من قبل في المنطقة. لتحقيق هذا الاكتشاف، استخدم علماء الآثار صور الأقمار الصناعية التجسسية التي كانت سرية في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.
قاد فريق من باحثي كلية دارتموث بالولايات المتحدة هذا الجهد، وقاموا بنشر نتائجهم في دورية "أنتيكويتي". ووفقًا للبيان الصحفي الصادر عن الكلية، يعود تاريخ هذه الحصون إلى ما قبل ألفي عام، حيث بُنيت لتأسيس الحدود الشرقية للإمبراطورية الرومانية. تُظهر هذه الاكتشافات أن الحصون لم تكن مجرد حواجز حدودية، بل كانت تستخدم لدعم التجارة بين المناطق وحماية القوافل وتسهيل الاتصال بين الشرق والغرب.
منذ أكثر من قرن، تم التحدث عن الغرض الاستراتيجي لهذه الحصون، ولكن الأقمار الصناعية كشفت حقيقة جديدة. يشير الأستاذ جيسي كاسانا من كلية دارتموث إلى أن الحصون لم تكن فقط جدرانًا حدودية بين الشمال والجنوب، وإنما كانت جزءًا من نظام دعم للإمبراطورية الرومانية.
استخدم الباحثون صور الأقمار الصناعية لتحديد الحصون التي عثر عليها بويدبارد كنقطة مرجعية، واكتشفوا وجود 396 قلعة أخرى موزعة في المنطقة. هذا الاكتشاف يلقي نظرة جديدة على تاريخ الإمبراطورية الرومانية في المنطقة، مما يشير إلى أن حدودها لم تكن بسيطة كما كان يُعتقد سابقًا.