واصلت الأوقية في بورصة الذهب العالمية مسيرتها الصاعدة، حيث قفزت إلى مستوى 1928 دولار في اللحظات الأخيرة من جلسة التداول. ويأتي هذا الصعود بعد أن افتتحت تعاملات الأسبوع الماضي عند مستوى 1832 دولار، ليصل ارتفاعها إلى حوالي 96 دولار. وتعزى هذه المكاسب إلى تصريحات رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا، باتريك هاركر، حيث أعرب عن اعتقاده بأن البنك المركزي قد انتهى من رفع أسعار الفائدة. وفي هذا السياق، صرح هاركر قائلاً: “أعتقد أننا وصلنا إلى النقطة التي يمكننا فيها الحفاظ على أسعار الفائدة كما هي”.
تأثرت أسعار الذهب العالمية بتراجع ثقة المستهلك الأمريكي في أكتوبر، حيث انخفض مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي الصادر عن جامعة ميشيجان إلى 63.0 في أكتوبر، مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 68.1 وأقل من التوقعات التي كانت 67.تعاني أسعار الذهب من حالة من التذبذب وعدم الاستقرار منذ اندلاع الحرب في غزة. فقد دفعت التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط المستثمرين للجوء إلى الذهب كملاذ آمن، بالإضافة إلى ترقب الأسواق لمؤشرات داعمة لتوجه السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي في المستقبل، حيث تؤثر هذه المؤشرات بشكل مباشر على أداء سوق الذهب.
وفيما يتعلق ببيانات التضخم الأمريكية التي صدرت يوم الخميس الماضي، فقد أظهرت نتائج متباينة. فقد تجاوز مؤشر أسعار المستهلكين الرئيسي الشهري والسنوي التوقعات، بينما جاءت بيانات مؤشر المستهلكين الأساسي الشهري والسنوي متوافقة مع التوقعات.
سجل مؤشر أسعار المستهلكين الرئيسي ارتفاعًا بنسبة 3.7% على أساس سنوي في شهر سبتمبر، متجاوزًا التوقعات التي كانت 3.6%. وقد حقق استقرارًا بعد أن سجل نفس القراءة في شهر أغسطس. أما على أساس شهري، فقد ارتفع مؤشر التضخم الرئيسي بنسبة 0.4% في سبتمبر، متجاوزًا التوقعات التي كانت 0.3%، بعد أن سجل زيادة بنسبة 0.6% في شهر أغسطس.
أما مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي (باستثناء الغذاء والطاقة)، فقد سجل ارتفاعًا بنسبة 4.1% على أساس سنوي في سبتمبر، وهو متوافق مع التوقعات، بعد أن سجل 4.3% في أغسطس. وعلى أساس شهري، سجل مؤشر المستهلكين الأساسي زيادة بنسبة 0.3% في سبتمبر، وفقًا للتوقعات، بعد أن سجل زيادة بنفس النسبة في أغسطس.
بالإضافة إلى ذلك، تأثرت أسعار الذهب العالمية بما أظهره محضر اجتماع احتياطي الفيدرالي الأمريكي في سبتمبر. فقد دفعت حالة عدم اليقين المتزايدة بشأن مسار الاقتصاد الأمريكي صانعي السياسة النقدية إلى اتخاذ موقف حذر. واتفق أعضاء الفيدرالي الأمريكي على ضرورة استمرار تقييد السياسة النقدية لبعض الوقت للحفاظ على استقرار التضخم.
يجدر بالذكر أن بورصة الذهب العالمية اختتمت تعاملاتها الأسبوع الماضي عند مستوى 1832 دولار، مسجلة خسائر قدرها 16 دولارًا، بعد أن افتتحت التعاملات عند مستوى 1848 دولارًا، وذلك تأثرًا بصدور بيانات اقتصادية جديدة في الولايات المتحدة.2.