رحل عنا ممدوح الفهد، طبيب الفقراء، وترك وراءه إرثًا رائعًا من الإنسانية والعطاء. ولد في مدينة الرقة عام 1946، ومنذ الصغر كان يواجه صعوبات في التعليم بسبب تجاهل قيمة العلم في مجتمعه. إلا أن جده فهد الكره أصر على تعليمه ودعمه حتى أصبح الأول في شهادته الثانوية بالرقة.
بعد دراسته الجامعية في دمشق، حصل ممدوح الفهد على المركز الأول في كليته، وهنا بدأت رحلته كطبيب مخلص ومختلف. رفض عرضًا ذهبيًا من ملك السعودية وأصر على أن دراسته للطب كانت لعلاج البشرية بأكملها.
عاد إلى سوريا واستقر في الرقة، حيث أسس عيادته الخاصة وأصبح أول طبيب قلبية في المدينة. كان رائدًا في استخدام أحدث التقنيات الطبية، وأحدث جهاز الإيكو من المانيا إلى الرقة.
لكن ممدوح الفهد لم يقتصر عمله على الطب فقط، بل اتسم بروح اجتماعية عظيمة. تدخل في حل النزاعات والخلافات بين الناس وساهم في نشر السلام. كان يعالج الناس مجانًا وأعفى المعلمين وأهاليهم من التكاليف الطبية.
وقبل وفاته، أوصى أولاده بإجراء عمليات قلب مجانية للسوريين، وقد نفذوا هذه الوصية بتكرار. يتم إجراء عمليات قلبية للمحتاجين كل 3 أشهر بموجب وصيته.
رحيل ممدوح الفهد ترك فراغًا كبيرًا في قلوب الناس، ولكن إرثه سيبقى حيًا ويذكرنا دائمًا بقصة إنسانية رائعة من العطاء والتفاني.