ارتفاع الدولار خلال الشهرين الماضيين بدا مفاجئا و غريبا ..و بالتفسيرات الاقتصادية فإن الأمر اقتصر على التخبط الذي جرى حول قرارات منصة المستوردات و اللغط الذي أثاره التجار حولها و اسلوب التعاطي الذي جرى من خلال الطلب من المستوردين استرجاع مبالغ بالليرة السورية و من ثم دعوتهم مجددا لوضع هذه المبالغ مضاعفة في خدمة الاستيراد
و الواقع أن اعادة الاموال السورية الى المنصة ساهم بضبط السعر لكن الدولار لم ينخفض لسعر ما قبل اختلالات قرارات المنصة .
دعونا نفتش عن السبب المباشر لانخفاض سعر الليرة .
تزامنا مع قرارات رفع سعر البنزين و المازوت لاحظ السوريون توفر مادة البنزين في الشوارع و بكثافة عالية و بانتشار كبير .
هذه المادة تباع بالليرة السورية و لأن الكميات كبيرة و بالتالي المبالغ ضخمة فالسؤال المنطقي أين تذهب المليارات من الليرات السورية ؟
ببساطة تتحول الى دولار .. و هذا هو السبب الذي جعل الدولار يرتفع بطريقة القفزات .
ربما الأسئلة المنطقية من هو الذي يدير هذه التجارة و كيف يصل البنزين الى الشوارع و هل هو تهريب يتم شراءه بالدولار أم تسريب من محروقات بتلاعب و فساد او بخلل ما ؟
هذه الأسئلة صعبة علينا و يتعذر الاجابة عليها .
لكن ما يمكن مناقشته هو دور هذه المليارات التي تدور في سوق البنزين تشكل جزءا من أسباب ارتفاع الدولار أمام الليرة و خاصة أن العملية مستمرة .
نشتري بنزين بالدولار من الخارج نبيعه بالليرة ثم نحول الليرة الى دولار ثم نشتري البنزين مجددا بالدولار من الخارج و هكذا ...
المصدر صاحبه الجلاله