ترتكز أهمية مدينة حلب في العهد العثماني على دورها التجاري البارز. كانت حلب مركزًا تجاريًّا حيويًّا حيث كانت تجمع بين مختلف الثقافات والأمم. كتاب "نهر الذهب في تاريخ حلب" يصف حدود ولاية حلب في تلك الفترة، وكانت المدينة تتبع السلطنة العثمانية.
قامت الملكة إليزابيث بتأسيس الشركة الشرقية للتجارة، مما دفع رجال الأعمال الإنجليز للاندماج في التجارة بشكل كبير. ومع ازدهار الأنشطة التجارية، ازدادت أهمية حلب كمركز تجاري للتجارة الشرقية والهندية، وقد أكدت تقارير القناصل البريطانيين والفرنسيين والهولنديين على نشاط هذا المركز التجاري.
وفي هذا السياق، تداولت حلب العديد من المنتجات مثل التوابل والقطن والصوف والبترول والمنسوجات، مما ساهم في ازدهار التجارة. تأثرت التجارة في حلب بفتح قناة السويس عام 1868، حيث انحسرت جاذبيتها التجارية نسبيًا مع انتقال التجار إلى مدن أخرى.
لكن الصعوبات الحقيقية واجهت حلب بعد خروج العثمانيين من المنطقة وبداية فترة الانتداب. تغيير الحدود والمعاهدات المتعاقبة أثرت على وضع حلب ومكانتها الجغرافية، مما أثر في نحو كبير على نشاطاتها التجارية وقدرتها على الاستمرار كمركز تجاري رئيسي.
بشكل عام، يُظهر التاريخ أن حلب لعبت دورًا هامًا في التجارة خلال العهد العثماني، وكانت واحدة من المدن الرئيسية التي ربطت بين شرق وغرب، قبل أن تتأثر بالتغيرات الجيوسياسية في الفترة التي تلت انهيار الإمبراطورية العثمانية.