في تطور طبي مبشر، كشفت التجارب السريرية عن دواء جديد في مجال العلاج المناعي يمكن أن يكون حلاً لبعض مرضى سرطان الأمعاء، وذلك من خلال تجنب الحاجة للإجراءات الجراحية. وقد أظهرت الدراسات أن هذا الدواء، المسمى "durvalumab"، قد يساهم في تدمير الخلايا السرطانية في الجزء السفلي من الأمعاء، وبالتالي يُمكن أن يتجاوز الحاجة للجراحة.
في الوقت الحالي، يعاني ما يقرب من نصف مرضى سرطان الأمعاء، وتحديداً سرطان المستقيم، من ضرورة إجراء جراحة لإزالة الورم، مما يتسبب في وجود فُغرة يتم جمع الفضلات خارج الجسم، وهو ما يتسبب في مشاكل صحية ونفسية للمرضى.
ومع ذلك، أظهرت التجارب السريرية أن دواء "durvalumab" قد أثبت فاعلية كبيرة لدى بعض المرضى، مما يعني أنه يمكن أن يكون بديلاً للعمليات الجراحية. وعلى الرغم من عدم نشر نتائج الدراسة حتى الآن، إلا أن الخبراء يعتبرون النتائج المبكرة واعدة وقد تفتح آفاقًا جديدة لعلاج سرطان الأمعاء.
أحد المرضى المستفيدين من هذا الدواء هو بول كوسيك، الذي يبلغ من العمر 75 عامًا، والذي تم تشخيصه بسرطان المستقيم في يناير. شارك بول في التجربة التي تسمى PRIME-RT، حيث تم علاجه بالعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي بالإضافة إلى "durvalumab"، وذلك على مدار 12 أسبوعًا.
عادةً، يهدف الأطباء إلى تقليل حجم الورم قبل إجراء الجراحة لتسهيل عملية الإزالة. ومع ذلك، كانت الفحوصات التي أجريت في يونيو تظهر عدم وجود علامات على وجود السرطان، مما يشير إلى فاعلية الدواء في علاج الحالة.
البروفيسور مارك سوندرز، استشاري الأورام السريرية في مستشفى كريستي في مانشستر والذي يدير التجربة، أشار إلى أهمية هذا الاكتشاف، حيث قال: "نحن نتوقع أن يكون هذا الدواء بديلاً للجراحة للكثير من المرضى، وهو أمر واعد للغاية".
تجدر الإشارة إلى أن دراسة أمريكية سابقة أجريت على 14 مريضًا، قد أظهرت أن "durvalumab" يمكن أن يساهم في تدمير أورام المستقيم لدى مرضى معينين.
يستخدم هذا الدواء بالفعل في علاج بعض أنواع سرطان الرئة، وقد ثبتت فعاليته في مكافحة سرطان بطانة الرحم والمعدة.
في ختام حديثه عن تجربته مع الدواء، قال بول كوسيك: "كنت بصحة جيدة طوال حياتي، وكانت الإصابة بالسرطان صدمة كبيرة بالنسبة لي. ومن الواضح أنني سعيد لأن الدواء أثبت فعاليته وبدا أن السرطان اختفى تمامًا، وأنا لم أكن بحاجة للخضوع لعملية جراحية. لم أعاني من آثار جانبية خطيرة، لذا كانت التجربة إيجابية بالنسبة لي".
المصدر: ديلي ميل